هذه سيناريوهات مفتوحة أمام أزمة “استقبال غالي” من طرف الرئيس التونسي

تتواصل الأزمة التونسية المغربية، بعد استقبال قيس سعيد زعيم الجبهة الانفصالية إبراهيم غالي، دون معرفة أفقها وما قد يصل إليه هذا التوتر.

وعلى الرغم من كون الأزمة مندلعة حديثا، إلا أن التصعيد الذي عرفته انطلاقا من استدعاء البلدين لسفيريهما، إلى جانب دعوات إلى المقاطعة الاقتصادية، قد يجعل العلاقات تصل إلى الباب المسدود، على غرار ما حدث مع إسبانيا قبل أن تتراجع عن موقفها وتعترف بمغربية الصحراء.

في هذا الصدد، يرى عبد الواحد أولاد مولود، باحث في العلاقات الدولية، أن الأزمة بين البلدين ما تزال في بداية المسار، ولا يمكن الجزم بأن النخب التونسية قد تذهب في طرح الرئيس قيس سعيد والمعادين للوحدة الترابية، حيث هناك نخب أقرت صراحة بأن سبب تأخر الاتحاد المغاربي وعرقلته هي قضية الصحراء المغربية.

واعتبر أولاد مولود، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه الأزمة ما كان لتحدث لو تحرك المغرب حين امتناع تونس عن التصويت على قرار مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء؛ إذ كان على الديبلوماسية المغربية في تلك الفترة “قرص الأذن” لتونس وأن تقوم بما يجب القيام به، غير أنها صرفت النظر عن ذلك.

ومن السيناريوهات الممكنة في هذه الأزمة التي ما تزال في بدايتها، يضيف الباحث في العلاقات الدولية، أن “ترتبط بلملمة أوراق السياسة الداخلية التونسية وشفاء المنظومة السياسية بالبلد، وبالتالي هذا الشفاء ربما ينعكس ايجابا على هذه الأزمة وتنحو تونس منحى دول عربية وأوربية وتعترف بمغربية الصحراء وتصحح موقفها وتخرج من الموقف الضبابي الذي خيم على الجمهورية في العهد الحالي”.

ثانيا، يضيف الباحث ذاته، “ولو أن المنظومة السياسية التونسية لم تشف، وبقيت الاختلالات في البلد، يمكن تجاوز الأمر؛ بحيث إن التعامل الديبلوماسي المغربي باستدعاء السفير للتشاور وعدم مشاركته في منتدى تيكاد، يمكن أن يكون بمثابة قرصة أذن للديبلوماسية التونسية ويعود قبس إلى رشده ويغلب مصلحة تونس على مصلحة خصوم الوحدة الترابية، ولو أن هذا الطرح مستبعد، طالما أن شخصية الرئيس الحالي تتأثر بالخارج، خصوصا الجزائر”.

من جهة أخرى، يرى أولاد مولود أن الرئيس قيس سعيد قد يستمر في تعنته وتستمر بذلك الأزمة وتأخذ منحى أعمق، ما قد يؤدي إلى قطع العلاقات مع تونس واستفحال الأزمة كما حدث مع دول أخرى، وهو ما سيكلف خسائر ديبلوماسية واقتصادية واجتماعية وسياسية بالنظر للعلاقات الوطيدة بين البلدين.

ويبقى السيناريو الأول، وفق المتحدث ذاته، الأجدر لإعادة العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وتونس على الرغم من كونه يرتبط بتصحيح المسار السياسي التونسي الداخلي.

#هذه #سيناريوهات #مفتوحة #أمام #أزمة #استقبال #غالي #من #طرف #الرئيس #التونسي

زر الذهاب إلى الأعلى