نتائج الاقتراع الجزئي بمكناس والحسيمة .. غياب “البيجيدي” وحضور الشخصنة

لا مفاجآت كبرى في انتخابات الحسيمة ومكناس الجزئية؛ فالنتائج جاءت كما كان متوقعا مسايرة لما سبق، باستثناء سقوط الوزير السابق مرشح حزب الحركة الشعبية محمد الأعرج، وصعود صاحب الطعن في نتائج الثامن من شتنبر مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي عبد الحق أمغار.

وحملت النتائج الأولية انتصارا لحزب التجمع الوطني للأحرار بمجموع أصوات بلغ 10259، تلاه حزب الأصالة والمعاصرة بـ9416 صوتا، ثم حزب الاستقلال بـ7955 صوتا، وبعده حزب الاتحاد الاشتراكي بـ7103 أصوات، وفي المرتبة الخامسة الاتحاد الدستوري بـ6965 صوتا، ثم الحركة الشعبية بـ6071 صوتا، وحزب والعدالة والتنمية بـ726 صوتا.

وشكل ضعف المشاركة في المحطتين وعدم قدرة حزب العدالة والتنمية على الخروج من صدمة 8 شتنبر علامتين بارزتين، فضلا عن احتفاظ حزب التجمع الوطني للأحرار بمقعده، وعودة الوجهين البارزين محمد الحموتي ونور الدين مضيان إلى قبة البرلمان.

محمد شقير، محلل سياسي، اعتبر ضعف المشاركة يعود بالأساس إلى تزامن الانتخابات مع فصل الصيف والعطلة، موردا أن الناخب في مدينتي مكناس والحسيمة لا رهانات سياسية له للذهاب من أجل التصويت، خصوصا أن هذه الانتخابات الجزئية لم يفصلها كثير من الوقت عن الانتخابات الرئيسية للثامن من شتنبر.

وقال شقير، في تصريح لهسبريس، إن المعطى الثاني يعود إلى كون الطعون تقنية ولم تكن سياسية، وارتبطت ببعض الأخطاء التي ارتكبها مرشحون، مشيرا إلى أن النتائج لم تأت مختلفة بالنظر إلى العقلية السائدة في مدينة الحسيمة والتشبث بالرأي.

وسجل المتحدث أن احتفاظ ثلاثي الأحرار والاستقلال والأصالة والمعاصرة بالمقاعد، “أمر عادي بالنظر إلى قصر مدة الحكم على تجربة هذه الأحزاب، فضلا عن حضور معطى الشخصنة بقوة في عملية التصويت”. أما عن نتائج “البيجيدي”، فالأمر مرتبط، وفق شقير، بالموقف السياسي القار منه رغم مروره نحو المعارضة.

عبد الرحيم العلام، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، قال إن الثابت هو ترويج المنتصرين في الانتخابات الجزئية للشعبية، وفي المقابل حديث المنهزمين عن المال والعزوف وأشياء أخرى، لكن رواية الخاسرين قد تضعف أمام انتصار مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي.

وأضاف العلام، في تصريح لهسبريس، أن عبد الحق أمغار ليس من أعيان الحسيمة، بل وجه سياسي استطاع الفوز. كما أن عودة نور الدين مضيان تفند رواية الانتقام منه بسبب مواقفه من حكومة أخنوش، لكن في المقابل هذا الصعود ليس مقياسا لشعبية الأحزاب، بل فقط الأشخاص.

وأردف المتحدث بأن نتيجة “البيجيدي” كانت متوقعة، بالنظر إلى كونه مازال في مرحلة لملمة الجراح، كما أن معارضة عبد الإله بنكيران للحكومة الحالية ليست قوية، فضلا عن استمرار مزاج الثامن من شتنبر، مستدركا بأن “كل هذه المعطيات لا يجب أن تصور للتجمع الوطني للأحرار أنه ناجح؛ فالأمر يتعلق بانتخابات جزئية فقط، والمطلوب هو سياسات عمومية وتجاوب مع المواطنين”.

#نتائج #الاقتراع #الجزئي #بمكناس #والحسيمة #غياب #البيجيدي #وحضور #الشخصنة

زر الذهاب إلى الأعلى