“مسرحية رديئة” تكرس تبعية البوليساريو للعسكر وتحكم الجزائر في “غالي الانفصالي”

خرج إبراهيم غالي، زعيم الجبهة الانفصالية “البوليساريو”، من عنق الزجاجة، في ظل تنامي رقعة الرافضين له، ليعاد اختياره رئيسا للتنظيم الانفصالي.

ووجدت الجزائر نفسها مضطرة، في ظل تزايد الأصوات الرافضة لقيادة غالي الجبهة، إلى النزول بكامل ثقلها من أجل تمكين “خادمها” من ولاية ثانية للاستمرار في خدمة أجندتها المعادية للوحدة الترابية للمملكة المغربية.

ويرى رئيس المعهد المغربي للدراسات والأبحاث الإستراتيجية طارق أتلاتي أن مؤتمر الجبهة “انعقد في أجواء غير طبيعية خضعت لضغط كبير نتيجة الانتكاسات التي عرفتها جراء تحقيق المملكة المغربية إنجازات قوية في الصحراء، ما جعل التوتر يتجاوز البوليساريو إلى صنيعتها الجزائر التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب”.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن ما جرى بالمؤتمر وتمديده “كان برعاية جزائرية، لتغليب كفة إبراهيم غالي الخادم الطيع لها، الذي كان مرفوضا من طرف الانفصاليين”.

وأضاف المتحدث ذاته: “تدخلت الجزائر بمناورات خلال 48 ساعة لإقصاء البشير مصطفى السيد، الذي عبر عن امتعاضه بشكل واضح بتأكيده أن أمر الانفصاليين ليس متروكا بين أيديهم، حين حديثه عن أن حملة غالي المدعوم من طرف الجزائر بقوة استعمل فيها المال والوسائل والموارد؛ ناهيك عن أجواء الشحن والتجييش والتحقير والتشهير والبلطجة من أفراد أسرة غالي وبطانته من إناث وذكور”.

وسجل الأستاذ الجامعي أن إعادة غالي على رأس التنظيم الانفصالي، وما جرى في “مؤتمر الجبهة”، “يكرس حقيقة التبعية الدائمة للجزائر، والفساد الضارب داخل الجبهة وانعكاسه على المحتجزين الذين يستغيثون من فساد الجبهة وجبروت الجزائر”.

من جهته، اعتبر نوفل بعمري، المختص في ملف الصحراء، أن انتخاب غالي كان “ضمن مسرحية رديئة الإخراج من أجل التمديد لأكثر العناصر المتحكم فيها من طرف العسكر الجزائري، التي يعتبر ولاؤها للجزائر ولاء أعمى”.

وسجل بعمري أن غالي “يعد أنسب العناصر التي تحظى بدعم الجزائر، خاصة مع سياسة الحصار التي فرضتها على المخيمات ومطاردة كل المعارضين لتنظيم للبوليساريو، مع ما صاحب ذلك من انتهاكات حقوقية جسيمة طالت المدونين والمعارضين، وهو ما خلق جوا من الاختناق والرعب لدى مختلف الأوساط المدنية داخل المخيمات، التي لم تجد من حل لضمان سلامتها غير الصمت ومقاطعة مؤتمر إبراهيم غالي”.

وأكد الباحث المغربي أن ما حدث “يمكن تسميته أي شيء إلا مؤتمرا ديمقراطيا لانتخاب قيادة جديدة لتنظيم البوليساريو، نظرا للأجواء التي مر فيها، حيث سيطر العنصر القبلي التقليدي، إلى جانب تدخل يد العسكر في إخراج بئيس”، وزاد: “ينضاف إلى ذلك غياب العنصر المدني في أشغال المؤتمر، بحيث كان الحضور مقتصرا فقط على العناصر المليشياتية العسكرية، وهو ما سينعكس على قيادة التنظيم، خاصة أمانته العامة”.

#مسرحية #رديئة #تكرس #تبعية #البوليساريو #للعسكر #وتحكم #الجزائر #في #غالي #الانفصالي

زر الذهاب إلى الأعلى