فعاليات أمازيغية: استقبال زعيم البوليساريو يشجع البلقنة والانفصال ببلدان الجوار‎‎

انتقدت مجموعة من فعاليات الحركة الأمازيغية بالمغرب استقبال زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية من لدن الرئيس التونسي قيس سعيد، مؤكدة أن هذه الخطوة “لا تحترم مشاعر المغاربة ووحدة ترابهم؛ بل تشجع البلقنة والانفصال داخل بلدان الجوار”.

واعتبرت الفعاليات الأمازيغية، في وثيقة مشتركة وقعها عدد كبير من النشطاء المغاربة، أن الاستقبال “يعبر عن نكوص خطير لدولة تونس التي قطعت أشواطا طويلة في مسار الحرية والانعتاق والديمقراطية”، مشيرة إلى أن “التوجه الجديد ينسف به الرئيس ما راكمه الشعب التونسي من احترام حسن الجوار مع الشعب المغربي”.

ودعت الوثيقة الهيئات الأمازيغية في تونس والجزائر إلى العمل على “توضيح حقيقة قضية الصحراء الأمازيغية المغربية للمواطنين والمكونات المدنية والسياسية بالبلدين”، مشددة على أن “العمل من أجل مغربية الصحراء منسجم تماما مع النضال الأمازيغي المشترك ضد أوهام القومية العربية العنصرية”.

وتابعت: “ما يسمى بـ”البوليساريو” هي صنيعة الأنظمة البعثية القومية العربية، وهي مولود ما يسمى بإستراتيجية الثورة الاشتراكية العربية الانقلابية البائدة، ولا نعتقد أن ثمة أمازيغيا واحدا في شمال إفريقيا والعالم سيقبل أن تقوم ما يسمى “الجمهورية العربية الصحراوية” قائمة في أي مكان بشمال إفريقيا”.

وأوضحت الفعاليات ذاتها أن “هذا التوجه الجديد للنظام التونسي، وإن كان يمثل نزوعات محدودة ومعزولة لرئيس الجمهورية الفاقد للمشروعية والمهووس بالقومية العربية، إلا أنه أضحى يسئ إلى صورة تونس في الخارج التي تحولت إلى دولة تدعم “المليشيات” الانفصالية”.

كما دعت أيضا إلى “فتح مساحات الحرية أمام الحركة الأمازيغية للتنظيم والتواصل، وكذا المكونات المغربية الصادقة لدعم الموقف الوطني الموحد حول قضية الصحراء المغربية داخليا وخارجيا، وعدم جعل العمل من أجل مغربية الصحراء مقتصرا على فئة دون غيرها، أو موضوعا يتم تناوله بشكل مناسباتي”.

وفي السياق نفسه، طالبت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بـ”تغيير إستراتيجيتها الدبلوماسية للترافع عن قضية الصحراء الأمازيغية المغربية، والاهتمام أكثر بتوطيد العلاقات مع القوى الحية لشعوب الجوار بشمال إفريقيا، بدل الاقتصار على مخاطبة الأنظمة، عن طريق سن دبلوماسية ثقافية ومدنية واسعة وقوية مع الهيئات الثقافية الأمازيغية، وغيرها في شمال إفريقيا والصحراء والساحل”.

وبالنسبة إلى عبد الله بوشطارت، باحث في التاريخ وكاتب أمازيغي، فإن “فعاليات الحركة الأمازيغية المستقلة عن الأحزاب تعبر دوما عن مواقفها الراسخة في قضية الصحراء، وتعتبر أن تأسيس كيان عربي وهمي في الصحراء جاء نتيجة الكوارث السياسية المخيبة للآمال التي خلفتها القومية العربية بشمال إفريقيا”.

وقال بوشطارت، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “الحركة الأمازيغية تعبر عن مواقفها بكل وضوح ورسوخ، ولا تحتاج إلى مواقع أو منافع؛ بالرغم من أن السلطة تقوم بمنع أنشطة الحركة الأمازيغية، وتمنع عقد المؤتمرات التي تحاول تنظيمها، فإنها تميز دائما بين السلطة والدولة والوطن”.

وأضاف الباحث في التاريخ والكاتب الأمازيغي: “الحركة الأمازيغية قامت ببلورة خطاب سياسي مبني على شعار مركزي “الوحدة في التنوع”، ويبقى الوطن فوق كل اعتبار. لذلك، عبرنا عن رفضنا لاستقبال رئيس تونس لزعيم ما يسمى بـ”البوليساريو”، واعتبرنا ذلك عملا نكوصيا قد ينسف ما راكمه المغرب وتونس من علاقات صداقة وحسن الجوار، وروابط ثقافية وعلاقات تجارية واقتصادية”.

وتابع المتحدث ذاته شارحا: “وجهنا رسالة إلى الخارجية المغربية بضرورة تطعيم إستراتيجيتها الدبلوماسية في الترافع عن قضية الصحراء، بالانفتاح الثقافي والمدني مع الشعوب في شمال إفريقيا والصحراء والساحل، تحديدا المجتمع المدني الأمازيغي بهذه البلدان، لتوضيح الصورة أكثر للشعوب حول حقيقة الصحراء الأمازيغية المغربية”.

#فعاليات #أمازيغية #استقبال #زعيم #البوليساريو #يشجع #البلقنة #والانفصال #ببلدان #الجوار

زر الذهاب إلى الأعلى