شكرا أسود الأطلس .. الوطن فخور بكم

أسدل الستار – عشية يوم الأحد 18 دجنبر 2022- عن أول نسخة من المونديال تجــرى فوق ملاعب قطرية/عربية، بتتويج منتخب الأرجنتين بطـلا للعالم، في مباراة نهائية “هتشكوكية” أمام المنتخب الفرنسي، حسمها ميسي بمعية زملائه، عن طريق ضربات الجزاء، وبدون شك، ستبقى هذه النسخة الموندياليــة، خالدة في الذاكرة الكروية المغربية والعربية والإفريقية، لاعتبارين اثنيـن، أولهما: نجاح دولة عربية في تنظيم مونديال استثنائي بكل المقاييـــس، وثانيهما: وصول المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم إلى نصف نهاية المونديـال القطـري، لأول مرة في تاريخ المشاركات العربية والإفريقية في نهائيات كأس العالم، وهـذا الوصول التاريخي، لم يكـن بالصدفة ولا بالمفاجئة، بل أتى عن جدارة واستحقاق، في مشوار مونديالي، بدأت حلقاته الأولى بفرض تعادل ثمين مع المنتخب الكرواتي وصيف بطل العالم – نسخة روسيا 2018-، مرورا بالإطاحة بالمنتخب البلجيكي أحد المنتخبات الوازنة بالقارة العجوز، وانتهاء بهزم المنتخب الكندي بطل أمريكا الشمالية، الذي كان يتطلع إلى انتصار أمام أسود الأطلس، يحفظ ماء وجه الكرة الكندية، بعد الإقصاء المبكر من المونديال، والحصيلة غير المسبوقة، صدارة “مجموعة الموت” برصيد سبع نقط، عبدت الطريق للمرور السلس إلى الدور الثاني، على غرار تجربة مونديال مكسيكو 1986.

“نية الركراكي” و”حماس الأسود” و”فرحة الجماهير المغربية والعربية”، فجرت حلما، مغربيا وعربيا في تجاوز دور ثمن النهاية والمرور إلى أدوار متقدمة، وبات المغرب، حاملا لآمال وأحلام العرب من الخليج إلى المحيط، في التوقيع على مشاركة مونديالية مشرفة للكرة العربية، خاصة بعد الإقصاء المبكر لكل المنتخبات العربية المشاركة، وباتت الجماهير العربية والإسلامية والإفريقية على حد سواء – إلا نظام الشر-، ملتفة حول منتخب مغربي، علق عليه العرب والأفارقة وكل الأمم والشعوب الإسلامية، حلم “الإنجاز” و”الإعجاز”، في عرس كروي مونديالي، لازال يتحكم في طقوسه الكبار، أما الصغار، فيكتفون فيه، بلعب دور “الكومبارس ” أو “الإقصاء المبكر” في أحسن الحالات .

طريق الحلم المونديالي العربي، كانت تمر قطعا، عبر مجابهة أحد كبار الكرة الأوربية والعالمية في دور ثمن النهاية، ويتعلق الأمر بالمنتخب الإسباني بنجومه البارزين، وقد كان أسود الأطلس في مستوى التحدي، ووقعوا على مباراة تاريخية أمام الإسبان، حسمت نتيجتها، عن طريق ضربات الجزاء، التي أجهزت على الطموح الإسباني في مواصلة المشوار، بحثا عن اللقب المونديالي، ومنحت للمغرب والعرب، بطاقة المــرور إلى دور ربع النهاية، لأول مرة في تاريخ المشاركة العربية في نهائيات كأس العالم، وبقدر ما حرك هذا الإنجاز العربي التاريخي، مشاعر العرب والمسلمين عبر العالم، بقدر ما رفع من جرعات الحلم المغربي والعربي والإسلامي والإفريقي، في تخطي دور ربع النهاية، ومرة أخرى كان أسود العرب في الموعد، ونجحوا بقوة وشراسة وصبر وتحمل، في الإطاحة بالمنتخب البرتغالي ونجمه كريستيانو رونالدو، وعبروا عبور الفاتحين، إلى المربع الذهبي، لأول مرة في تاريخ المشاركات العربية والإفريقية في كأس العالم.

إنجاز تاريخي غير مسبوق، أحدث فرحة عارمة في العالم العربي والإسلامي وإفريقيا، امتدت إلى أوربا وأمريكا وآسيا، عبر الجاليات المغربية والعربية والإسلامية والإفريقية، كما أحدث زوبعة في الإعلام المغربي والعربي والعالمي، لما قدمه الأسود من إبداع وإمتاع، ومن جرأة في مجابهة كبار كرة القدم العالمية، نالت إعجاب وتقدير واحترام عدد من القادة العرب والأجانب، وثلة من الشخصيات والمشاهير عبر العالم، لكن، وعلى الرغم من قوة الإنجاز، الذي جعل المغرب ضمن الأربعة الكبار في العالم، كبرت شهية الأسود، وكبرت معها أحلام الجماهير العربية والإسلامية والإفريقية، في الوصول إلى مباراة النهاية والدفاع عن حلم الظفر بلقب كأس العالم.

وكما نجح الأسود في تجاوز إسبانيا في دور الثمن وبعدها البرتغال في دور الربع، كانت الرغبة قوية في هزم المنتخب الفرنسي بطل العالم “نسخة روسيا 2018” والمرور إلى الدور النهائي، لكن، جرت الرياح بما لاتشتهي سفينة الأسود ومن خلفها كل الجماهير المغربية والعربية والإسلامية والإفريقية، بعد هزيمة مخيبة للآمال أمام الديك الفرنسي، اغتالت حلم الأمة العربية والإسلامية وكل إفريقيا، في العبور إلى نهاية المونديال، لأول مرة في تاريخ الكرة العربية والإفريقية والأسيوية، ولم نجد بدا من تبني موقف الاغتيال، بناء على الشكوك التي حامت ولازالت تحوم حول التحكيم، بعد حرمان الأسود من ضربتي جزاء، احتسابهما كان سيغير وجه المباراة، ويكفي قولا أن العديد من الجرائد والمجلات العالمية والكثير من خبراء التحكيم عبر العالم، أقروا بالمهزلة التحكيمية، التي لم تغتال حلم المغرب فقط، بل اغتالت حلم أمة عربية وطموح قارة بأكملها.

الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وفي ظل هذا الانحراف التحكيمي الذي أقر به القاصي قبل الداني، وجهت رسالة احتجاجية إلى “الفيفا”، تضمنت الحالات التحكيمية التي حرمت المنتخب المغربي من ضربتي جــزاء واضحتين بشهادة المختصين في التحكيم، مبدية في ذات الرسالة، استغرابها من عدم تنبيه غرفة الفار لذلك، وهذه الخطوة الاحتجاجية، من اللازم أن تكون مواكبة، بما تقتضيه القضية، من تدابير مسطرية وإجراءات قانونية، لكشف حقيقة ما وقع من تلاعبات محتملة، ضربت مبادئ العدالة والإنصاف، في عرس مونديالي، يفترض حمايته من كل الأساليب القدرة، الماسة بالروح الرياضية وبقواعد التنافس الرياضي الشريف، حفظا للحقوق وحرصا على العدالة الكروية، التي تجعل كل الأمم والشعوب تقف على قدم المساواة أمام كأس العالم.

وعلى الرغم من الخروج المؤسف من دور نصف النهاية، بقيت الأحلام قائمة، في تحقيق الأسود لنصر يسعد الجماهير المغربية والعربية والإسلامية والإفريقية، في مباراة الترتيب أمام المنتخب الكرواتي لاحتلال المركز الثالث والظفر بالميدالية البرونزية، لأول مرة في تاريخ كرة القدم العربية والإفريقية، لكن نتيجة المباراة آلت للمنتخب الكرواتي بهدفين مقابل هدف وحيد، لتنتهـي “ملحمة الأســود” باحتلال المركــز الرابع في المونديال، بعد مبـــاراة تاريخية، واجه من خلالها أسود الأطلس معيقات موضوعية حالت دون تحقيق الفوز المنشود، ارتبط بعضها بالعياء الذي امتد إلى عدد من اللاعبين، وبعضها الثاني لامـس الغيابات الاضطرارية لعدد من اللاعبين الذين يشكلون دعامة المنتخب الوطني، بسبب إكراه الإصابة، وبعضها الثالث، ارتبط بما طال المباراة من أخطـاء تحكيمية على غرار ما وقــع في مباراة نصف النهاية. مما قد يقــوي الإحساس أن العرس الكروي الأكبر في العالم، لازال يخضع لقواعد القوة والتلاعب والتأثير والنفوذ، على حساب معايير الجدارة والاستحقاق والطموح، والعدالة والإنصاف وتكافؤ الفرص والتنافس الشريف، بدليل أن “كأس العالم” ومنذ أول نسخة، تسيطر عليه أوربا وأمريكا اللاتينية، أما باقي الأمم والشعوب في العالم العربي وإفريقيا وآسيا، فتكتفي بالفرجة، أو بالمرور “الشرفي” في النهائيات، دون إغفال، أن “حلم التنظيم المونديالي”، لازال بعيد المنال بالنسبة للكثيـر من بلدان الجنوب في إفريقيا وآسيا، ويكفي قولا، أن القارة الإفريقية لم تحــظ بشرف التنظيم إلا مرة واحدة، على غرار العالم العربي، مما يؤكد أن “كأس العالم” تتحكم فيه، معطيات أخرى، بعيدا عن “الروح الرياضية” وبمعزل عن “العدالة” و”المساواة” و”الإنصاف”.

لكن ودون النبش في حفريات ما طال التحكيم من مهازل، قاتلة للعدالة الكروية ولمبادئ الإنصاف وتكافؤ الفرص، فما هو باد للعيان، أن المنتخب الوطني المغربي بعد وصوله إلى المربــع الذهبي، بات اليــوم يتربع على عرش الكــرة العالمية إلى جانب منتخبات الأرجنتين وفرنسا وكرواتيا، بعد ملحمة كروية مونديالية، أطاحت بمنتخبات عالمية من قبيل بلجيكا وإسبانيا والبرتغال، ووحد الأمة العربية والإسلامية، ووحد معها شعوب إفريقيا قاطبـة، بعدما كســر عن جدارة واستحقاق، كل الحواجــز التاريخية والنفسية والعاطفية، التي لازالت تقف سدا منيعا أمام العرب، يحـول دون تحقيق التميز والإبـداع والنجاح والتفـوق، ليس فقط في الرياضة، بل وفي جميع المجالات، وكسر كل الصور النمطية عن العالم العربي والإسلامي، الذي عادة ما يقدمه الإعــلام الغربي كمرادف للهجرة والعنف والفقر والتطرف، وأبان أن العرب والمسلمين، لهم من الإمكانيات، ما يجعلهم قادرين ليس فقط، على تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى والإبـداع فيها، بل والتميز في الكثير من المجالات، ويكفي قولا، أن التألق المغربي في المونديال، وازاه تميـز قطـري لافت للنظر، جعل الشقيقة قطر، تقــدم للعالم، أحسن وأجود نسخة في تاريـخ كأس العالم، لما تزخـر به من إمكانيات مادية ومن بنيات رياضية وتجهيزية على الطــراز العالمي.

الملحمة الكروية المغربية، حققت الإجماع العربي من المحيط إلى الخليج، وجعلت العرب قاطبة يلتفون حول الحلم المغربي الذي بات حلما مشروعا لكل العرب وكل المسلمين والأفارقة، وهذا الإجماع العربي غير المسبوق، هو رسالة مفتوحة، مفادها أن العــرب، لازالوا أسـرى عقـد “العجز” و”الإخفاق” و”الهزيمة” و”الدونية” و”التفرقة” و”الشتات”، وباتـوا اليوم، أحوج ما يكون إلى نصـر يقوي أحاسيس العروبة والانتماء للوطن العربي الكبير، وإلى إنجـاز ولو كان بطعم كرة القدم، يحيي الأمل ويرفـع من سقف الأحلام العربية، ليس فقط، في الإبداع والإمتاع والإنجاز والإعجاز في ملاعب كــرة القدم، بل وفي الجنـــوح نحو الوحدة ولم الصفوف، لمواجهة التحديات العربية المشتركة. وعليه، فملحمة الأسود، كانت كافية، لإحداث ما يشبه الزوبعة الشعبية والجماهيرية والإعلامية في العالم العربي، برزت من خلالها حقيقة واضحة وضوح الشمس، مفادها أن “الأحلام العربية” باتت ممكنة أكثـر من أي وقت مضى، إذا ما حضرت “النية” التي شكلت الوصفة السحرية للناخب الوطني “وليد الركراكي”، والتي تعني في مجملها “الوضوح” و”الجاهزية” و”الاستعداد” و”الكفاءة” و”الوطنية الحقة”، و”الشفافية” و”الاخلاص في العمل” و”نكران الذات” و”القتالية دفاعا عن ألـــوان الوطن”.

وبقدر ما نثمن ما حققه أسود الأطلس من إنجاز تاريخي غير مسبوق في مونديال العرب، سيبقى منقوشا في ذاكــرة كرة القدم المغربية والعربية والإفريقية والعالمية، بقــدر ما نرى أن هذا النجاح الكــروي اللافت للنظر، لابد من استثماره بشكل أمثـل، حتى لايكــون “فلتة” من فلتات المونديال، وهــذا يقتضي الاستثمار في كرة القدم خاصة والرياضة عامة، باعتبارها قاطــرة للتنمية البشرية، خصوصا ونحن نعيش في سياق النموذج التنموي الجديـد، والنهوض بمستوى البنيات التحتية الرياضية ومراكز التكوين، والارتقاء بمستوى الكفاءات المغربية في مجال التدريب والتكوين والتأطير، والعناية بالرياضة المدرسية، والمضي قدما في اتجاه تشييد أكاديميات جهوية على غرار أكاديمية محمد السادس، لصناعة جيل جديد من نجوم كـرة القدم، قادرين على الاحتراف في كبريات البطولات العالمية، والحفاظ على جودة وقيمة كرة القدم المغربية التي دخلت نادي كبار الكرة العالمية، مع الاستمرار في سياسة الإشعاع ، عبر تنظيم المنافسات الكروية العالمية، بما يخـدم ريادة كرة القدم المغربية قاريا وعربيا وعالميا، ومصالح المملكة وإشعاعها.

وعلى المستوى العربي، لابد أن يكــون النجاح الكروي المغربي “مصدر إلهام” للحكومات العربية والاتحـادات الكروية والأندية، وقوة دافعة نحو بلـورة خطط وسياسات كروية، من شأنها إحداث نهضة كروية، قادرة على رد الاعتبار للكــرة العربية، التي تتوفر على شروط ومقومات النجاح والتميز، والاتحاد العربي لكــــرة القدم، وفي ظل الملحمة الكروية المغربية، وما أبانت عنه دولة قطــر من قدرات تنظيمية هائلة، من اللازم أن يتحـرك في اتجاه النهوض بواقع الممارسة الكروية العربية، عبــر الارتقاء بمستوى البطولات الكروية العربية ماديا وبشريا، والتفكير في بلــورة بطولات تنافسية، من قبيل “كأس العرب للأمم” و”عصبة الأبطال العربية” و”كأس الاتحاد العربي لكرة القدم”، وتخصيص بطولات خاصة بكـرة القدم النسوية وبطولات خاصة بالشباب، ونرى أن بطولات عربية قوية محاطة بكافة الشروط المادية والتحفيزية، تبقـى الخيار الوحيد والأوحـد، لإحداث إقـلاع كروي حقيقي في الوطن العربي، وجعل كرة القدم العربية، قادرة على البلاء الحسن، في نهائيات كأس العالم.

وهذا الإنجاز المغربي والعربي غير المسبوق، وإن كان حاملا لبصمات الرياضة عموما وكــرة القدم بشكل خاص، فيمكن أن يكون قوة دافعة، في اتجاه كسب رهانات التنمية الشاملة، وإحداث نقلة نوعية في الفلاحة وصناعة السيارات والطائرات والطاقات البديلة، والمالية والتعليم والصحة، وتكنلوجيا الإعــلام والاتصال والصناعات العالية التكنولوجيا، وصناعات الفضاء والصناعات العسكرية و البيوتكنولوجيا وغيرهـا، والجنوح الذي لامحيد عنه، نحـو الوحدة ولم الصف العربي والتصـدي لصناع التفرقة والتشرذم، بما يضمن خلق فضــاء عربي مشترك، تتبادل فيه السلع والخدمات والأموال، خدمـة لقوة ومكانة وإشعاع وتأثيــر العالم العربي إقليميا ودوليا، وفي هذا الإطار، نــرى أن كل شروط الوحدة والتعاون والاندماج حاضرة في الوطن العربي، من موارد وخيرات طبيعية وطاقات بشرية هائلة، ومن مقومات مشتركة مرتبطة بالدين واللغة والحضارة والتاريخ والمصير المشترك، ولا تنقــص سوى الإرادة السياسية، القادرة وحدها على جعل “الأحــلام العربية” ممكنة.

ملحمة “الركراكي و وليداتو” في مونديال قطــر، أكدت بالملموس أن صناعة النجــاح، تقتضي تملك فلسفة “النية” التي لايمكن فهمها إلا داخل دائرة “المعقول” و”الإخلاص” و”الصفاء” و”النقاء”، كما تقتضي الرهان على الكفاءات المغربية الخالصة في الداخل كما في الخارج، في عملية البناء والنماء والإشعــاع، والتصدي الحازم لكل العابثين والمتهورين والوصوليين والفاسدين، الذين يعيقون عجلة الوطن، ويحرمونه من فــرص النهوض والتميز والإشعــاع، وتوفـر إرادة حقيقية في”ربط المسؤولية بالمحاسبة” وتفعيل آليات “عدم الإفـلات من العقاب”، والارتقاء بمستوى القضاء، والعناية بالتعليم، لأدواره المتعددة الزوايا في بنــاء ما يحتاجه البلـد من مواطنين صالحين، مشبعين بالقيم الدينية والوطنية والإنسانية، القــادرين على خدمة الوطـن بتضحية وإخلاص ووفاء ومسؤولية ونكــران للذات.

وفي هذا الإطار، نـــرى أن “أسود الأطلس”، قدموا لنا جميعا، دروسا في العزيمة والإصـرار والكفاح والصبر والتحدي والوطنية الحقة، وعبــرا في الثقــة والشموخ والتحــدي والكبرياء، وهـذه الدروس والعبـر ، تفـــرض علينا أفرادا وجماعات، أن نعـي أن التغيير بات ممكنا، وأن طريق الأحلام أضحت معبدة أكثر من أي وقت مضى، ولا ينقص سوى التخلي عن طباعنا السيئة وممارساتنا القبيحة، والارتقــاء بمستوى السلوك والأداء، والإخلاص لله والوطن والملك.

ولايمكن أن ندع الفرصة تمر، دون تهنئة كل من صنع من قريب أو من بعيد ملحمة مونديــال قطر، ونخص بالذكـر الناخب الوطني والإطار التقني والطبي والإداري المساعد له واللاعبيـن، وبفضل زئيرهـم في الملاعب القطرية، عزف النشيد الوطني في سبع مناسبات ورفعت الأعلام المغربية عبر العالم، وبات اسم “المغرب” يتـردد في مشارق الأرض ومغاربها، وأضحت الأحــلام العربية والإفريقية “ممكنة”، متمنيين أن يتـم استثمار هذه المشاركة المونديالية غير المسبوقة، في تشكيل منتخب وطني قوي، قادر على الظفر بكأس إفريقيا للأمم، والتأهل للمونديال القادم، وتحية الوفد الأمني المغربي الذي شارك في مهام تأمين مونديال قطر، وفي ذات الآن، لا يمكن إلا التنديد بما وقع في سياق المونديال، من تلاعب في التذاكر حسب ما تم تداوله إعلاميا، بكل ما لهذا السلوك الأرعن، من إساءة للوطن وإشعاعه، وتشويش على ما قدمه المنتخب الوطني المغربي من ملحمة كروية نقشت في سجل كأس العالم بأحرف من ذهب، وسلوكات عبثية من هذا القبيل، تعد جريمة في حق الوطن، وجب التصـدي لمن يقف وراءها، بكل مسؤولية وحــزم، حرصا على سمعة المملكة وإشعاعها العربي والدولي …

ومهما قيل أو ما يمكن أن يقال، نختم بالقول : شكرالكم أسود الأطلس، لأنكم كسرتم كل الحواجز النفسية والوجدانية والتاريخية، ورفعتم من جرعات العروبة وقويتم الإحساس بالانتماء إلى الوطــن العربي الكبير.. شكرا لكم، لأنكم كنتم خير سفراء للثقافة العربية والإسلامية وما يرتبط بها من قيم دينية واجتماعية وإنسانية .. شكرا لكم لأنكم منحتكم العرب والأفارقة وكل الأمم والشعوب المستضعفة، فرصة للأمل ومساحة رحبـة للحلم، بالتغييـر والنهوض والارتقـاء بثقة وإصرار وعزيمة .. شكرا لكم أيها الأسود .. الوطن ممتن لكم وكل العرب وكل إفريقيا وكل الأمم والشعوب المستضعفة، المتطلعة إلى التحرر والتعبير عن الذات بثقة وإرادة وكبرياء … شكرا لكم أيها الأسود، لقد حرمتم من كأس العالم لكنكم ربحتم قلوب العالم.. شكرا لكم أيها الأسود .. الوطن فخور بكم ..

#شكرا #أسود #الأطلس #الوطن #فخور #بكم

زر الذهاب إلى الأعلى