“خرجة تبون” تكشف تأجيج الوساطة العربية لأحقاد النظام الجزائري ضد المغرب

لم يخرج الخطاب الرسمي الجزائري عن عقيدة الصدام مع المغرب ورفض أي صيغة وساطة مع المملكة لتجاوز الخلافات القائمة بين البلدين، فقد عبر رئيس الجزائر، عبد المجيد تبون، مجددا عن رفضه أي وساطة عربية، كتلك التي باشرتها المملكة العربية السعودية في وقت سابق ثم المملكة الأردنية.

وعبر تبون، في حوار مع وسائل إعلام محلية، عن كون العلاقات مع المغرب تجاوزت مستوى اعتماد وساطة للصلح، وهو تصريح يأتي أسابيع بعد نهاية القمة العربية، وحديث وزير الخارجية الجزائري، رمطان العمامرة، عن أمله في حضور الملك محمد السادس للقمة المنعقدة بالجزائر العاصمة.

ومنذ وصول عبد المجيد تبون إلى الرئاسة الجزائرية لم يخرج خطاب “قصر المرادية” عن متلازمة العداء ضد المغرب. وزاد الأمر بعد الاعتراف الأمريكي بالسيادة على الأقاليم الجنوبية واستئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية، ثم تقدم الموقفين الإسباني والألماني من الصحراء.

نوفل بوعمري، الباحث في قضية الصحراء، سجل أن الرئيس الجزائري يتحدث عن رفض أي وساطة بين المغرب والجزائر وكأن المملكة تسعى إلى هذه الوساطة، في حين أنها لم تطلبها قط، “بل عندما كانت تطلق بعض المبادرات تجاه النظام الجزائري لم تكن تسعى إلى إدخال أي طرف ثالث”.

وأوضح بوعمري أن “العاهل المغربي يطلق نداءاته بشكل مباشر ويعلن عنها في خطب ملكية رسمية بشكل علني، شجاع وواضح، ولم يكن في حاجة إلى أي طرف ثالث”، مسجلا أن “النظام الجزائري يتحدث وكأن المغرب معزول وهو من سيفك العزلة عنه، وهو أمر مناف للواقع”.

وأردف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، بأن “النظام الجزائري هو الذي يعيش عزلة إقليمية ودولية ومتوسطية بسبب اختياراته في المنطقة، وهي اختيارات تعاكس السلم والأمن، بحيث وصل الأمر إلى مطالبة برلمانيين أوروبيين وآخرين ضمن الكونغرس الأميركي بفرض حصار عليه”.

وتابع الباحث ذاته: “مسألة الوساطة ككل ليست مطروحة في الأجندة المغربية، بحيث لم يسبق أن سُجل على المغرب أنه طلب وساطة عربية في الموضوع، فحل الأزمة الدبلوماسية بين الرباط والجزائر لن يستفيد منها المغرب بالأساس، بل الجزائر التي تعيش اختناقا اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا”.

محمد الطيار، الخبير الأمني، أورد أن “حوار الرئيس الجزائري مع الصحافة لم يقدم أي جديد في ما يخص قضية قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، فالمبررات نفسها يتم تكرارها”، وزاد: “طريقة تناول الإعلام الجزائري زيارة العاهل الأردني تترجم البؤس والإفلاس السياسي للنظام العسكري الجزائري”.

وأوضح الطيار، في تصريح لهسبريس، أن “الملك محمدا السادس سبق أن مد يد الحوار بشكل واضح في عدة مناسبات، ودعا رسميا الرئيس الجزائري والقيادة إلى الجلوس سويا وفتح الحوار وتناول جميع الملفات المطروحة، لكن القيادة الجزائرية عوض أن ترد بشكل مباشر على دعوة الملك اختارت الاختباء وراء نشر معلومات عن وساطات وهمية”.

#خرجة #تبون #تكشف #تأجيج #الوساطة #العربية #لأحقاد #النظام #الجزائري #ضد #المغرب

زر الذهاب إلى الأعلى