خبير يكشف خلفيات التحذيرات المغربية من تسليح “البوليساريو” بـ”الدرونات الإيرانية”

تأكد الوجود الإيراني في منطقة الساحل والصحراء على أطراف الحدود الجنوبية للمملكة، حيث تعمل الجمهورية الإسلامية الإيرانية على تقديم إمدادات السلاح لجبهة “البوليساريو” من أجل زعزعة الاستقرار وضرب الأمن القومي المغربي.

وفي ماي 2018، قرر المغرب قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بسبب تورط طهران المزعوم في الصراع في الصحراء، حيث أكدت الرباط آنذاك أنها تتوفر على وثائق تشير إلى أن “إيران تساعد جبهة “البوليساريو” بالأسلحة والتدريبات”.

وقد أكد وزير الخارجية المغربي، خلال تلك الفترة، أن إيران ساعدت، من خلال سفارتها في الجزائر، في تنظيم اجتماعات بين جبهة “البوليساريو” وحزب الله، والتي كانت بمثابة وكيل لأهداف إيران.

من بين أمور أخرى، يُزعم أن “حزب الله” قام بتهريب أسلحة، بما في ذلك نظام صاروخي مضاد للطائرات يمكن تجميعه في شاحنات، وقدم تدريبات عسكرية لأعضاء جبهة “البوليساريو”.

وذكر تقرير للمخابرات البلجيكية، نشر خلال عام 2000، أن عناصر حزب الله متورطون في تجارة الماس وتهريبه وغسيل الأموال وتمويل التنظيم.

في عام 2004، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مصدر استخباراتي قوله إن حزب الله لديه عدد من الشركات في إفريقيا جنوب الصحراء.

وفي السياق نفسه أعاد عمر هلال، سفير المملكة في الأمم المتحدة، التأكيد على الوجود الإيراني في الصحراء، حيث قال إن “إيران وحزب الله بصدد اختراق تندوف وشمال افريقيا، هم الآن انتقلوا من تدريب إلى تسليح “البوليساريو” بالدرونات وهذا خطير جدا ويعطينا عذرا’”.

وأورد هلال أنه “على العالم أن يعلم أنه بعد أن قامت إيران بإحداث الفوضى في اليمن وسوريا والعراق، ها هي الآن تعمل على ضرب الاستقرار بمنطقتنا، وهذا لن يكون سيئا للمغرب فقط، بل لكل دول المنطقة”.

وأوضح سفير المملكة في الأمم المتحدة أن “الطائرات التي يتحدثون عنها هي النسخة الأدنى ضمن الدرونات الإيرانية، والتي تساوي ما بين 20 إلى 22 ألف دولار، وهذا يعني أن اقتناء طائرة مسيرة واحدة يعني ضمان التغذية لـ 300 شخص لمدة عام كامل”.

ويأتي تصريح هلال بعد سيطرة القوات المسلحة الملكية جوا على المنطقة العازلة شرق الجدار الأمني، كما يشير المحلل والخبير الأمني محمد الطيار، مبرزا أن “القوات المغربية مستعدة، في حالة تنصل مليشيات “البوليساريو” ومن ورائها النظام العسكري الجزائري مما تضمنه قرار مجلس الأمن، لبسط سيادتها الكاملة على المنطقة العازلة الشرقية”.

وأورد الطيار، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “هذا التدخل سيكون بمباركة المنتظم الدولي، كما وقع في منطقة الكركرات، ووفق ما يخوله القانون الدولي من حق الدفاع المشروع”، مبرزا أن “المغرب مستعد لجميع الاحتمالات، خاصة أنه أحاط المنتظم الدولي علما بمعلومات مؤكدة تفيد بحصول مليشيات “البوليساريو” على مسيرات إيرانية”.

وشدد المحلل والخبير الأمني ذاته على أن “تصريح عمر هلال يعتبر توضيحا كان لابد منه؛ فهو يبسط فيه من جهة التزام المغرب الكامل بقرارات الشرعية الدولية، وحرصه على تسهيل مهمة ومساعي الأمم المتحدة لفك النزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية للمملكة، ولكن هو كذلك خطاب موجه بالأساس إلى النظام الجزائري وإلى مليشيات “البوليساريو””.

واعتبر نص قرار مجلس الأمن الجزائر بشكل قاطع طرفا أساسيا في النزاع، وندد بالعراقيل التي وضعتها مليشيات “البوليساريو” حيال مهام بعثة المينورسو، حيث انتقد تصرفاتها تجاه أعضاء البعثة الأممية.

وأكد القرار، من جهة أخرى، على إلزامية إعادة النظر في طريقة توزيع المساعدات الإنسانية على مخيمات تندوف، وضرورة توزيعها وفقا لمعايير الأمم المتحدة. كما دعا كذلك إلى تسجيل ساكنة مخيمات تندوف، وهذه المطالب التي جاءت في نص القرار ليس من المستبعد أن يقوم النظام العسكري الجزائري بمحاولة الالتفاف عليها.

وأشار المتحدث سالف الذكر إلى أن “قيادة مليشيات “البوليساريو” لوّحت، بعد فشل كل الخيارات أمام النظام العسكري الجزائري، في مناسبات عديدة، بعزمها على القيام بعمليات إرهابية في عمق مدن الأقاليم الجنوبية المغربية”.

#خبير #يكشف #خلفيات #التحذيرات #المغربية #من #تسليح #البوليساريو #بـالدرونات #الإيرانية

زر الذهاب إلى الأعلى