“البام” يعلن الصمود في التحالف الحكومي والعمل على تقوية التنظيم الداخلي

تحت شعار “التنظيمات الجهوية ركيزة أساسية لحزب قوي ومنفتح”، وبحضور أمينه العام وأعضاء مكتبه السياسي، فضلا عن لفيف من شخصيات عمومية ووزارية وحزبية، عقد حزب الأصالة والمعاصرة، طيلة اليوم الأحد، مؤتمره الجهوي، باعتباره المحطة الثانية ضمن سلسلة جولات جهوية ستجوب مختلف جهات المملكة.

واستُهلت الأشغال بوقوف المؤتمرين الذين فاق عددهم الألف، حجّوا إلى العاصمة الرباط، لأداء تحية العلَم، مع عزف النشيد الوطني، تلاه عرض شريط عن “مدينة الرباط عاصمة الأنوار”؛ بينما كان الحضور بعدها منصتا بإمعان لكلمة الأمين العام لـ”حزب الجرار”، عبد اللطيف وهبي، الذي أكد “صمود الحزب وثبات مواقفه ضمن الأغلبية الحكومية”، داعيا إلى “تقوية التماسك التنظيمي لحزبه بمجهودات مقدّرة تساهم بها فئات موازية تنظيميا للبام، أبرزُها النساء والشباب”.

“الجرار” يراهن على النساء

فاطمة السعدي، المنسقة الوطنية للجنة التحضيرية لـ”منظمة نساء حزب الأصالة والمعاصرة”، أكدت خلال كلمة لها ضمن فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي للرباط أن “قضية المرأة وهمومها تستأثر باهتمام بالغ ضمن الأجندة والبرامج والأعمال التي سطرها ‘البام’ منذ تأسيسه”.

ولفتت السعدي إلى أن حزبها “يرجع له الفضل في رفع سقف مشاركة النساء في الشأن السياسي والحزبي إلى 25 في المائة (في 2009)، بعد أن كانت النسبة لا تتجاوز 12 في المائة”؛ وهو ما اعتبرته “مؤشرا دالّا على مقاربة النوع والسعي نحو إحقاق المساواة في الهياكل التنظيمية”.

كما كشفت السعدي، ضمن حديثها أمام المؤتمرين، عن “دينامية نسائية تم إطلاقها منذ ما يربو عن 6 أشهر في القرى كما في الحواضر؛ تحاول إعطاء نفَس جديد لمنظمة نساء الأصالة والمعاصرة، ونهج سياسة أكثر قُرباً من نصف المجتمع في مختلف المناطق”.

وخلصت المتحدثة إلى أن قوة المرأة المغربية، فضلا عن كونها تمثل 50% من المغاربة، تكمن في أنها “ذات طاقة خامدة وعلامة تنظيمية فارقة يراهن عليها الحزب، وليست بمسألة نخبوية، باعتبار الكثير من النساء المغربيات يعانين الهشاشة وفي حاجة أكيدة لإسماع أصواتهن”.

العبدي: حضور “وازن ونوعي”

“الحضور الوازن لمناضلي الحزب داخل قاعة المؤتمر، وكذا نوعيته، يُبرهن على أن البام له طاقات قوية ويزخر بمؤهلات بشرية قادرة على بلورة عمل تنظيمي وسياسي واستباقي في بعض الملفات الحساسة”، يورد رشيد العبدي، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، ورئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، مردفا: “اليوم، الحزب يبيّن أنه قادر وله ما يكفي من المؤهلات لتحقيق هذه القفزة”.

وأضاف العبدي، في تصريح خص به جريدة هسبريس على هامش انعقاد المؤتمر الجهوي للحزب، أن هذا الأخير “مجال يتواصل فيه المناضلون، سواء على المستوى الإقليمي أو الجهوي أو الوطني، فضلا عن أعضاء المكتب السياسي وأعضاء الحكومة الحاضرين؛ بالإضافة إلى رؤساء المجالس ورئيس الجهة”، وزاد: “إنه مجال للقاء والمساءلة حول ملفات معينة”.

وأبرز العبدي أن “راهنية الوضع الاجتماعي والاقتصادي تطرح نفسها بقوة، نظراً لاجتياز المغرب، كباقي بلدان العالم، أزمة اقتصادية واجتماعية تظل الحكومة منكبّة عليها بالجدية اللازمة، وبالالتئام والتنسيق الكافي”، لافتا إلى أن “حزب الأصالة والمعاصرة يُعوّل عليه ويقوم بدوره بالمسؤولية الكافية، ومناضلوه يؤكدون اليوم ضرورة أن نكون في مستوى تطلعات المواطنين عبر تدبيرنا لقطاعات حكومية حساسة”.

وبخصوص ما أُثير تنظيميا حول ضمان تمثيلية الحضور داخل المؤتمر الجهوي لـ”البام” بالرباط، أوضح عضو المكتب السياسي لـ”حزب الجرار”: “هناك 7 أقاليم داخل جهة الرباط سلا القنيطرة، واعتمدنا مبدأ التساوي في التمثيل، ولم نُعطِ امتيازا لمنطقة دون أخرى؛ إذ لا توجد حسابات ضيقة ولا

أجندة ضيقة كما كان سائدا في السابق؛ علما أن الحضور إلى فعاليات المؤتمر شهد وفرة في تلقي الطلبات مقابل عرض محدود؛ ما أثار انتقادات نريدها تمت معالجتها في حينها”، وتابع: “تم إحصاء ألف من المؤتمرين، ولم نستطع التجاوب مع مختلف الطلبات التي فاقت التوقعات ومن مختلف أقاليم الجهة”.

بنسعيد: “قوة البام في التنظيم”

“اليوم، حزب الأصالة والمعاصرة، وكما تعلمون، بعد سنة من تواجده ضمن مكونات الأغلبية الحكومية، بصدد تجديد هياكله التنظيمية وإعادة ترتيب صفوفه الداخلية؛ وهو ما يتجسد فعلياً، اليوم، في محطة جهة الرباط سلا القنيطرة، التي التأم فيها أكثر من ألف مؤتمِر ومؤتمرة، بعد محطة جهوية أولى كانت الأسبوع الماضي في جهة طنجة”؛ هكذا استهل محمد المهدي بنسعيد، عضو المكتب السياسي للحزب، تصريحه لجريدة هسبريس.

واعتبر بنسعيد، في تصريحه لهسبريس، ما جرى خلال افتتاح المؤتمر الجهوي للرباط سلا القنيطرة، من رفض بعض الأمانات الإقليمية تمثيلها العددي والحضوري، “عادياً جدا، لأن منطق التمثيلية يفرض ذلك”، كما أن الأمر “يعكس تشبث الشباب والشابات في حزب الأصالة والمعاصرة بالحضور في كل محطات التنظيم؛ وهو ما حاولنا تقويته وتثمين رصيده في كل من إقليميْ القنيطرة وتمارة”.

وواصل بنسعيد، الذي يشغل حقيبة وزارة الشباب والثقافة والتواصل في الحكومة الحالية: “في حزبنا، وفي تجارب سابقة لمؤتمرات جهوية مرت، ننجح في أمور ونُخفق في أخرى، ونراهن على تقوية ذلك”، قبل أن يستدرك بالقول: “المهم هو استمرارية حزب الأصالة والمعاصرة في الأفكار والنجاحات السياسية نفسها؛ إذ الوجوه تتغيّر إلا أن قوة البام تتمثل في التنظيم بحد ذاته”؛ خالصا: “نريد مؤتمرا قويا سياسيا وغنياً من حيث الأفكار، كما نؤمن، في الآن ذاته، بضرورة قوة التنظيم وتماسكه”.

#البام #يعلن #الصمود #في #التحالف #الحكومي #والعمل #على #تقوية #التنظيم #الداخلي

زر الذهاب إلى الأعلى