جويطي: فرنسا لم تعد نموذجا للمغرب .. ونخب لم تتجاوز “نفسية الاستعمار”

قال عبد الكريم جويطي، الكاتب والأديب المغربي، إن بعض النخب تعتبر فرنسا هي العالم بأسره ولم تستطع تجاوز العوامل السيكولوجية الموروثة عن الاستعمار، مطالبا بضرورة توجيه نقد حاد إلى فرنسا بلا هوادة ينهي مع النفسية التي ترى فيها شيئا إلزاميا.

وأضاف جويطي، في ندوة مؤسسة “عبد الرحيم بوعبيد” حول العلاقات المغربية الفرنسية، نظمت عشية اليوم الجمعة، أن البعض لا يرضى سوى إذا تحدث عن دراسته في فرنسا أو اقتناء ملابسه من باريس، متأسفا لبعض النخب، “التي تعتبرها لزوما علينا إلى درجة أن النموذج التنموي قدم للسفيرة الفرنسية قبل المغاربة”.

وأشار إلى أن فرنسا ليست نموذجا حتى لنفسها وتبحث عن كيفية الخروج من أزمتها باستحضار تجارب دول عديدة، منبها إلى أن أساتذتها الكبار غادروها في النهاية، من بينهم جاك ديريدا وليفي ستراوس وريمون آرون، الذين فضلوا فضاءات أخرى.

وسجل جويطي أن فرنسا لم تعد قوية اقتصاديا، بل يمكن لبلدان مثل البرازيل أن تتجاوزها خلال السنوات المقبلة، منبها إلى أن المهم في فرنسا هي الأنوار واللغة والخيال والأدب، رافضا أن يتزعزع بلد بأكمله بمجرد صدور مقال في جريدة “لوموند”.

وأكد مؤلف رواية “المغاربة” أن علاقة المملكة مع فرنسا لا تتجاوز 130 سنة ومحاولات الدخول نهاية القرن التاسع عشر، في حين أن المغرب استعمر إسبانيا ثمانية قرون وهي استعمرته ستة قرون، وبالتالي لا يجب أن يعطى للأمر أكبر من حجمه.

في المقابل، أوضح جويطي أن فرنسا قامت بأدوار كبيرة في المغرب بداية بالإدارة الترابية وتدبير الجبل، متذكرا زيارة سفير بلاد عربية له في بني ملال وانبهاره بالطبيعة الجبلية، لكنه تخوف من احتضان هذه الجبال لإرهابيين. ونفى جويطي أن تكون قد سجلت أي حادثة تذكر.

وثمن الروائي ذاته هذا العمل الذي باشرته فرنسا وواصلته أجهزة الدولة، معتبرا أن هذا الأمر قضى على أي فكرة إرهابية محتملة، خصوصا أن السفير يتذكر محنة بلاده في طرد الإرهابيين من جبل واحد فقط لم تستطع السلطات له سبيلا.

والعمل الثاني المهم الذي قامت به فرنسا، يضيف جويطي، هو على مستوى المعرفة، مؤكدا استحالة تجاوزها عند الحديث عن العرف والرعي وباقي جوانب حياة المغاربة. وأضاف أنها لم تترك أي مجال في المغرب إلا درسته وألفت ضمنه، بل جعلت ترقية الفرنسيين المقيمين رهينة بالبحث في أمور المغرب.

واستحضر المتحدث ذاته في هذا الباب أهم مؤرخ في تاريخ البلاد، عبدالله العروي، مشيرا إلى أنه خصص ثلاثة من مؤلفاته، من بينها “مجمل تاريخ المغرب” و”الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية” و”المغرب والحسن الثاني” للرد والتفاعل مع الكتابات الفرنسية بشأن تاريخ المغرب.

#جويطي #فرنسا #لم #تعد #نموذجا #للمغرب #ونخب #لم #تتجاوز #نفسية #الاستعمار

زر الذهاب إلى الأعلى