تيار “مبادرة” تتهم بنعبد الله بالتحكم

لم يتمكن أعضاء تيار “مبادرة سنواصل الطريق”، المنبثقة من حزب التقدم والاشتراكية قبل سنة، من عقد ندوة صحافية كان مقررا لها صباح اليوم الأربعاء بمقر نادي الصحافة بالرباط، حيث أُخبروا بأن المقر سيحتضن نشاطا آخر في وقت متزامن.

ورفض أعضاء الحركة المبرر الذي عُلل به عدم تمكينهم من عقد ندوتهم الصحافية في مقر نادي الصحافة، معتبرين أن قيادة حزب التقدم والاشتراكية هي التي تدخلت لمنعهم، مشيرين إلى أن ما يفنّد المبرر الذي قدمه المسؤولون عن النادي هو أن أبوابه ظلت مغلقة ولم يحتضن أي نشاط آخر.

وقال عز الدين العمارتي، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية المنسق الوطني لـ”مبادرة سنواصل الطريق”، في تصريحات للصحافيين أمام مقر نادي الصحافة: “اخترنا هذه المؤسسة باعتبارها مؤسسة مستقلة لن تخضع لضغوط أي كان من التيارات السياسية، خصوصا من حزبنا الذي نعرف أن قيادته تتدخل لمنعنا من التعبير عن مواقفنا وولوج مقرات الحزب، وقد تلقينا موافقة، ولكنهم تراجعوا بعدما تلقوا اتصالا من قيادة الحزب لمنعنا من المقر”.

وبالرغم من أن القضاء حكم لفائدة عز الدين العمارتي وفاطمة السباعي، عضويْ المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، وألغى قرار طردهما من الحزب، فإن قيادة هذا الأخير “تجاهلت قرار القضاء ولم تأخذه بعين الاعتبار؛ إذ انعقد اجتماعان للمكتب السياسي بعد الحُكم الذي قضى بإلغاء طردنا، ولم تُوجّه إلينا دعوة الحضور، وتتمسك بالتوجه إلى المؤتمر بنفس الأساليب التي نحتج ضدها ونرفضها”، يقول العمارتي.

وأضاف عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية أن الفروع الإقليمية للحزب “تشهد تزويرا فاضحا، مع استثناءات قليلة، حيث يتم تقديم أرقام فلكية للمنخرطين في بعض الفروع تصل إلى ثلاثمائة أو أربعمائة منخرط، في حين إن جموعها العامة تنعقد في منازل بحضور أربعة أو خمسة أشخاص، وهذا أسلوب لم يسبق أن عاشه حزب التقدم والاشتراكية”.

وتتهم مبادرة “سنواصل الطريق” الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بـ”إدخال الحزب إلى نفق مظلم بسبب إصراره على فرض منطق التحكّم”، و”تجاهل مجموع الآراء والأفكار التي تنادي بالانتصار لمصلحة الحزب، وإطلاق مسار إصلاحي يستوعب كل التفاعلات المعبر عنها، في إطار الثوابت الوطنية والمرجعية الإيديولوجية للحزب، والمبادئ الكونية للممارسة الديمقراطية داخل التنظيمات السياسية”.

وتتمسك مبادرة “سنواصل الطريق”، بحسب بيان صادر عنها، بـ”مواصلة السير على درب إنجاز قطيعة مع الانحرافات التنظيمية التي ضربت الحزب خلال العشرية الأخيرة”، محذرة الأمين العام لحزب “الكتاب” من “المضي قدُما في عقد مؤتمر فاقد للشرعية القانونية والأخلاقية”.

وفي الوقت الذي يُتهم فيه متزعمو مبادرة “سنواصل الطريق” بـ”محاولة التشويش على الحزب”، وبكونهم واجهة للقيادي السابق أنس الدكالي، المطرود من هياكل الـ”PPS”، قال عز الدين العمارتي جوابا على سؤال لهسبريس بهذا الخصوص: “هذه أكاذيب يسوّقها الأمين العام منذ بروز المبادرة من أجل التنقيص من قيمة مناضليها، وتشويه صورتهم، حتى لا ينضم إليهم مناضلون آخرون”.

وأضاف: “هذه مبادرة عفوية تأسست من طرف مجموعة من مناضلي الحزب من أعضاء المكتب السياسي الحالي والسابق، وأعضاء سابقين باللجنة المركزية وعدد كبير من المناضلين غير الراضين عن الوضع، وأعددنا وثيقة وقع عليها حوالي ثلاثمئة مناضلة ومناضل، رفعناها إلى قيادة الحزب لمناقشتها معنا، وذهبنا إلى اجتماع المكتب السياسي ولكن تم منعنا من الحضور مباشرة بعد إطلاق المبادرة، قبل أن يتم طردنا لاحقا”.

وأردف: “هؤلاء المناضلون لا تقف خلفهم أي جهة، ولا يهدفون إلى التشويش على الحزب، ولو وجدنا فرصة للتعبير عن مواقفنا داخل هياكل الحزب لما أسسنا هذه المبادرة، لذلك اضطررنا أن نتكلم خارج الحزب لأننا أُبعدنا بطريقة تعسفية، وقد أنصفنا الحكم القضائي الذي بيّن كذب المبررات والمزاعم التي صاغها الأمين العام في قرار الطرد الذي أصبح ملغى بحكم القرار القضائي المنصف”.

ويتمسك أعضاء مبادرة “سنواصل الطريق” بالحضور في المؤتمر القادم لحزب التقدم والاشتراكية، بحسب ما أكد العمارتي في جواب على سؤال لهسبريس بهذا الخصوص، حتى في حال عدم توجيه الدعوة إليهم، موردا أنهم سيستعينون بمفوّض قضائي لتحرير محضر في حال منعهم من دخول الفضاء الذي سينعقد فيه المؤتمر.

وتابع قائلا: “أي محاولة لإبقائنا خارج الحزب تبقى محاولة يائسة، لأننا سنواصل نضالنا لإصلاح حزبنا من داخل المؤتمر، ولن نتوقف إلا بعد إحداث تغيير حقيقية داخل حزب التقدم والاشتراكية، وسندعم أي مترشح يترشح للأمانة العامة إلا الأمين العام الحالي، الذي لم يعد له ما يضيفه لا لحزبنا ولا للمشهد السياسي”.

#تيار #مبادرة #تتهم #بنعبد #الله #بالتحكم

زر الذهاب إلى الأعلى