الحسيمة ومكناس تنتظران الفائزين في الانتخابات وسط أجواء تنافسية “محتشمة”

في استدراك لتجاوزات طبعت الانتخابات التشريعية ليوم 8 شتنبر 2021 نتج عنها إلغاء مقاعد الفائزين بقرار صادر عن المحكمة الدستورية، تعيد مدينتا مكناس والحسيمة، اليوم الخميس، كرة الاقتراع للخروج بممثلين جدد لهما على مستوى البرلمان.

وتعيش المدينتان أجواء هادئة على العموم، وفق إفادات فاعليين مدنيين، باستثناء تحركات لحزب العدالة والتنمية بالحسيمة ووضعه شكاية لدى وكيل الملك ضد مسؤول مكتب آيت يوسف، بحسب نبيل الأندلسي، مرشح “المصباح” الذي يعتبر نسبة المشاركة إلى حدود الساعة ضعيفة.

ولا يختلف الوضع في مكناس عما يجري في الحسيمة حيث يسود “عدم الاهتمام” بالموعد الانتخابي على مستوى الحملات وكذا شعبيا، والأسباب متعددة، وفق الفاعلين بالمدينة، أولها فترة الصيف والحرارة المرتفعة وطبيعة الانتخابات الجزئية في حد ذاتها.

غياب الاهتمام في الحسيمة

عبد الله الغلبزوري، فاعل مدني بمنطقة الريف، اعتبر أن “أسبابا كثيرة جعلت الانتخابات الجزئية تمر في ظروف عادية، إلى درجة لم يشعر المواطنون بوجود حملة انتخابية”.

أهم هذه الأسباب، ذكر الغلبزوري، “عدم تفاعل المواطنين مع الحملات الانتخابية نتيجة فقدان الثقة في العملية السياسية برمتها لدى فئات واسعة”، الأمر الذي جعل المرشحين يوجهون حملتهم الانتخابية نحو لقاءات حزبية ولقاءات مع المنتخبين والأعيان، مع زيارات خاطفة إلى بعض المقاهي هنا وهناك.

يضاف إلى ذلك، يورد المتحدث ذاته، ملف معتقلي حراك الريف، “الذي يؤثر بطريقة واضحة في المشهد السياسي في الإقليم؛ إذ إن كل الآمال السابقة المرتبطة بالمشاركة مقابل وجود انفراج سياسي في المنطقة خابت، ولم يعد لدعاتها أي تأثير”.

وتابع الغلبزوري بأن تزامن الأيام المخصصة للحملة الانتخابية مع عيد الأضحى، وعودة المهاجرين، بما يعنيه ذلك من رواج اقتصادي ومشاغل عائلية، أسباب أخرى تشغل الساكنة عن الاهتمام بالشأن العام، ناهيك عن محاولة المرشحين عدم التورط في خرق حالة الطوارئ الصحية التي لا تزال سارية المفعول، والتي كانت سببا من أسباب إعادة الانتخابات في إقليم الحسيمة.

وأكد الفاعل المدني بالحسيمة أنه حتى على مستوى منصات التواصل الاجتماعي، لم تشكل الانتخابات موضوعا رئيسا لدى ساكنة المنطقة، إلى درجة يمكن القول إن غالبية الساكنة لا تعرف بأن اليوم هو يوم التصويت في الانتخابات الجزئية.

أما فيما يتعلق بأجواء التصويت، فرد الغلبزوري قائلا: “يبدو واضحا الإقبال الضعيف على مراكز التصويت إلى حدود زوال اليوم، في المراكز الحضرية كما القروية؛ إذ من المتوقع أن تشهد بلدات ومدن شرق الحسيمة (حاضنة حراك الريف) أدنى مستويات المشاركة مقارنة مع الانتخابات الماضية، وربما حتى مع التي قبلها”.

واعتبر المتحدث أن مطالب الساكنة التي يعبر عنها بأشكال مختلفة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا تختلف كثيرا عن مطالب الشعب في مناطق أخرى من المغرب، وتتعلق بإيجاد حل لمشاكل ارتفاع الأسعار، البطالة وملف معتقلي حراك الريف.

ضعف المشاركة في مكناس

عبد العالي عمراوي، فاعل مدني بمكناس، قال إن “أغلب السكان لا يتابعون الانتخابات الجزئية على الإطلاق لأسباب عديدة؛ أولها الظرفية غير المناسبة بالتزامن مع العطلة الصيفية والسفر، ثم كذلك بسبب موجة الحر الشديد بالمدينة”، مؤكدا أن مؤشرات المشاركة تبقى ضعيفة.

وأضاف عمراوي، في تصريح لهسبريس، أن السياقات الداخلية وكذلك الحرب الأوكرانية الروسية، أضعفت الاهتمام بالانتخابات الجزئية، مشيرا إلى أن نسبة المشاركة لن تفوق عشرين في المائة، موردا أن “العالم القروي بدوره يشهد عزوفا كبيرا”.

وتابع الفاعل المدني بأن “قرى مكناس يغيب عنها سماسرة الانتخابات هذه المرة، لكن في المقابل هناك حضور للمال الانتخابي بشكل كبير، فضلا عن بعض مخالفات نقل المصوتين بحافلات النقل الجماعي صوب المكاتب”.

وأكد عمراوي، ضمن التصريح ذاته، “غياب أي بوادر لحملة انتخابية على امتداد الأسبوع الماضي، باستثناء حزبين اثنين، ولم يتجاوز الأمر أحياء سيدي بوزكري وويسلان وأناسي”.

#الحسيمة #ومكناس #تنتظران #الفائزين #في #الانتخابات #وسط #أجواء #تنافسية #محتشمة

زر الذهاب إلى الأعلى