الاتحادي ناصيف العربي يغادر إلى دار البقاء‬

توفي، أمس الاثنين، الناشط السياسي الاتحادي ناصيف العربي، بعد معاناة طويلة مع مرض العضال الذي أوجعه قبل أن يغادر الحياة، وسط حسرة رفاقه في معتقل “درب مولاي الشريف” الذي أمضى به فترة الاحتجاز في سبعينيات القرن الماضي.

وكان ناصيف العربي مقربا من عبد الرحمان اليوسفي ومحمد الفقيه البصري وكذا عائلة المانوزي، حيث حضر المؤتمر التأسيسي للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وبعدها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية؛ لكنه تراجع، في فترة لاحقة، إلى الوراء بسبب “الرموز” التي أشرفت على تدبير الحزب.

وكتب عبد الكريم المانوزي، رئيس الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب صديق الراحل، عن وفاته قائلا: “لن ننسى مواقفك الخالدة بخصوص النضال السياسي من أجل مغرب ديمقراطي يسود فيه القانون”.

وأضاف المانوزي، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الراحل كان مدافعا متحمسا عن قضية الشعب المغربي والشعب الفلسطيني وجميع الشعوب المضطهدة”، مبرزا أنه “كان مدافعا عن المسار الديمقراطي المغربي في عز سنوات الرصاص”.

واستطرد: “اعتقل ناصيف العربي بمركز درب مولاي الشريف بالدار البيضاء في شتنبر 1970، في سياق الاعتقالات التي طالت الحركة الاتحادية وقتئذ، وأمضى فترة ليست باليسيرة بهذا المعتقل السري”.

وتابع المانوزي بأن “الناشط الاتحادي كان يعاني من مرض عضال لفترة طويلة، حيث تكلفت الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب بمصاريف علاجه خلال السنوات الماضية”.

وأكد المتحدث أن “الراحل كان دائم الحضور في كل الوقفات والتظاهرات الاحتجاجية التي تخص قضايا الوطن منذ بداية الاستقلال إلى غاية آخر لحظات عمره؛ لكن، للأسف، لا يعرفه الكثيرون بسبب اشتغاله في صمت بعيدا عن الأضواء”.

وأردف رئيس الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب بأن “زوجته كانت مقاومة ومناضلة سياسية أيضا؛ غير أن وفاتها ساهمت في تأزيم وضعيته الصحية بعد إصابته بمرض عضال”.

وواصل بأن “الراحل ناصيف العربي لم يستفد من تعويضات جبر الضرر التي أقرتها هيئة الإنصاف والمصالحة، لأنه وضع ملفه خارج الآجال القانونية؛ لكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في النضال السياسي”.

“سوف يتذكره رفاقه لفترة طويلة ببساطته، بإنسانيته، بأخلاقه”، أضاف المانوزي، الذي ذكر بأنه كان “واحدا من أولئك الرجال المتواضعين الذين لا يهمهم سوى خدمة القضايا النبيلة، بعيدا عن الاعتبارات الشخصية الضيقة”.

#الاتحادي #ناصيف #العربي #يغادر #إلى #دار #البقاء

زر الذهاب إلى الأعلى