أنيس بيرو يواكب “مؤتمر الأحرار” بإيطاليا

بمشاركة أزيد من 240 مؤتمرة ومؤتمرا من مغاربة إيطاليا، نظمت تنسيقية حزب التجمع الوطني للأحرار مؤتمرها الجهوي تحت إشراف أنيس بيرو، المنسق الجهوي للجهة 13 / جهة المغاربة المقيمين بالخارج، وعضو المكتب السياسي للحزب.

وفي كلمته الافتتاحية، أعرب أنيس بيرو عن مدى ابتهاجه لتواجده مع تجمعيي إيطاليا في هذه المناسبة التي تندرج ضمن سلسلة المؤتمرات الجهوية التي ينظمها حزب التجمع الوطني للأحرار خارج أرض الوطن، مستحضرا أهمية هذه اللقاءات التواصلية لما لها من دور فعال في تعزيز سياسة القرب مع المواطنين خارج أرض الوطن، وهي مناسبة لتجديد أواصر التلاحم والارتباط بين أبناء الوطن الأوفياء بالمهجر.

واعتبر المتحدث مشاركة تجمعيي إيطاليا من جميع الجهات الإيطالية دليلا على اعتزاز مغاربة الخارج بصلابة ومناعة وطنهم العزيز، وثراء ثقافته، ومدى تعلقهم بثوابت الأمة.

كما أبان المنسق الجهوي للجهة 13 عن مدى اعتزاز وافتخار جميع مغاربة الخارج بالالتفاتة المولية الكريمة بمناسبة الخطاب السامي لـ20 غشت 2022، وكذا الخطاب الملكي أمام أعضاء مجلسي البرلمان في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية الحادية عشرة، ما يدل على العناية الخاصة والعطف الموصول للملك ودعوته الواضحة إلى مزيد من الاهتمام بمغاربة الخارج وخلق علاقة هيكلية مع الكفاءات والمواهب المغربية بالخارج، للمساهمة في تنزيل الأوارش الكبرى للمملكة، وتعبئتهم لمواصلة الدفاع عن المصالح العليا للوطن ووحدته الترابية.

كما عرض بيرو أهم إنجازات الحكومة في مرحلتها الأولى، والمتمثلة في تنزيل الورش الملكي المتعلق بالحماية الاجتماعية، حيت تمت المصادقة على 22 مرسوما تطبيقياً لتنفيذ نظام الحماية الاجتماعية وتمكين المواطنين المغاربة بمختلف فئاتهم المجتمعية من الاستفادة من هذا المشروع الملكي الواعد، ما سيفتح التأمين الصحي أمام 22 مليون مواطن ومواطنة من العمال غير الأجراء وذوي الحقوق المرتبطين بهم.

كما أشار المتحدث إلى التقدم الملموس الذي عرفه الإصلاح العميق المتعلق بمنظومتي الصحة والتعليم، لكونهما رافعتين أساسيتين لتنزيل أسس الدولة الاجتماعية التي يطمح لها الجميع، وكذا برامج فرصة وأوراش التي تروم فتح آفاق الشغل ومناصب جديدة، ما يضمن صون كرامة المواطن.

علاوة على ذلك استحضر المتحدث ذاته الإنجازات المتعلقة بمجال الاستثمار، لما له من دور ريادي في تحقيق إقلاع اقتصادي جديد للمغرب وجلب استثمارات جديدة، خاصة من خلال تطبيق مقتضيات الميثاق الجديد للاستثمار الذي تمت المصادقة عليه خلال المجلس الوزاري لـ13 يوليوز الفارط، والذي سيخلق دينامية غير مسبوقة لجلب الاستثمارات، خاصة لكون المغرب يتميز باستقرار سياسي وبنية تحتية متطورة، ما سيمكن من خلق مناصب جديدة للشغل لفائدة الشباب المغربي.

وذكر المنسق الجهوي بالمراحل التي قطعها الحوار الاجتماعي الذي تمت مأسسته، إضافة إلى جو الثقة الذي أصبح يطبع العلاقة بين الحكومة والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين، خاصة بعد اتفاق 30 أبريل 2022 الذي عرف الاتفاق على عدد من الإجراءات التي شرعت الحكومة ابتداء من شهر شتنبر الجاري في اتخاذها، كتحسين دخل المواطنات والمواطنين والرفع من قدرتهم الشرائية، وذلك من خلال الرفع الفوري بنسبة 5% من الحد الأدنى للأجر في قطاعات الصناعة والتجارة والمهن الحرة (SMIG) (على أن تنضاف إلى هذه الزيادة نسبة 5% إضافية ابتداء من شتنبر 2023)، وبنسبة 10% في القطاع الفلاحي (SMAG).

كما ذكر بيرو بـ 12 مرسوما تفعيلا للحوار الاجتماعي، ضمنها 7 مراسيم تروم الرفع من قيمة التعويضات العائلية ومن الحد الأدنى للأجر في القطاع العام ليبلغ 3500 درهم، وحذف السلم 7، والرفع من حصيص الترقي في الدرجة إلى 36 في المائة بالنسبة لفئة الموظفين، وإجراءات أخرى تهدف إلى تحسين وضعية أجراء القطاعين العام والخاص.

وعرض الفاعل السياسي ذاته أهم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة تداعيات غلاء الأسعار والأزمات الخارجية، وذلك للتخفيف من الآثار السلبية لهذه الأزمات، خاصة على الفئات الهشة من المغاربة، ومن أهمها:

تخصيص 16 مليارا إضافية في صندوق المقاصة، و3.2 مليار درهم لمهنيي النقل.

تخصيص ملياري درهم لقطاع السياحة، و10 مليارات درهم لدعم الوسط القروي.

بالإضافة إلى ضخ 13 مليار درهم لأداء مستحقات الضريبة على القيمة المضافة لدعم المقاولات على الصمود في وجه الأزمة.

من جهته، أكد عبد السلام البوهادي، منسق حزب التجمع الوطني للأحرار بإيطاليا، في كلمته الافتتاحية بالمناسبة، على فرحة وغبطة مغاربة الخارج بصفة عامة ومغاربة إيطاليا بصفة خاصة بالالتفاتة المولوية الشريفة التي خص بها الملك محمد السادس رعاياه الأوفياء من أبنائه بالمهجر في خطابه السامي بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب.

كما أكد المنسق الإقليمي ذاته على الاستعداد التام لمغاربة إيطاليا لمواصلة الانخراط في الدفاع عن المصالح العليا للوطن، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية للمملكة، ودعا باسمه واسم جميع أعضاء التجمع الوطني للأحرار بإيطاليا وبالخارج بصفة عامة إلى ضرورة تكثيف الجهود لضمان تمثيلية فعلية لمغاربة العالم في جميع مؤسسات الحكامة والمؤسسات الدستورية للمملكة.

وشدد البوهادي على أن مشاركة تجمعيي إيطاليا في هذا المؤتمر الجهوي بأزيد من 240 مؤتمرة ومؤتمرا، قادمين من جميع جهات إيطاليا، بعد النجاح الكبير الذي عرفه مؤتمر تجمعيي إيطاليا سنة 2019، الذي ترأسه عزيز أخنوش، رئيس الحزب، بمعية وفد من قياديي ووزراء الحزب، وعرف مشاركة أزيد من ألف تجمعي مقيم بإيطاليا، دليل قاطع على أن تجمعيي إيطاليا عازمون ومستعدون لمواصلة مسار التنمية وتحقيق جميع الأهداف المنشودة، لما فيه مصلحة المواطن المغربي أينما وجد، ومصلحة الوطن.

وناقش الموعد عددا من القضايا التي تهم مغاربة إيطاليا، الذين اعتبروا هذا اللقاء مناسبة للتعبير عن انشغالاتهم وانتظاراتهم المتعلقة بعدد من المحاور، من قبيل تلقين اللغة العربية والأمازيغية لفائدة أبنائهم، خاصة الأجيال الصاعدة، وتبسيط المساطر الإدارية المعتمدة لنقل الجثامين إلى أرض الوطن الأم؛ كما عبروا عن دعوتهم إلى تمكينهم من الاستفادة من الورش الملكي المتعلق بالحماية الاجتماعية خلال مقامهم بالمغرب، ورغبتهم الملحة في المساهمة في تنزيل الأوراش الكبرى للمملكة والمشاركة في رقي وتنمية وازدهار وطنهم الأم.

وأعطى أنيس بيرو، إجابة عن جميع التساؤلات المطروحة، مجموعة من التوضيحات، كما دعا بالمناسبة أعضاء الحزب بالجهة 13 إلى خلق منصات تشاورية موضوعاتية حسب الأوراش الكبرى للمملكة، التي تتماشى وبرنامج الحزب والبرنامج الحكومي 2021-2026 على مستوى كل دولة، من صحة وتعليم واستثمار وترسانة قانونية متعلقة بتحيين مدونة الأسرة، وإدراج مكون المرأة المغربية المقيمة بالخارج في صلب التعديلات التي سيتم تقديمها على ضوء الخطاب الملكي السامي للذكرى الثانية والعشرين لعيد العرش؛ وذلك في أفق تنظيم ندوات موضوعاتية بمشاركة خبراء ووزراء الحزب وقيادييه وأطره المتخصصة في كل مجال، للتشاور وتبادل الأفكار وإغناء برامج هذه الأوراش بمقترحات وملاحظات.

وشدد بيرو على ضرورة استكمال تنزيل هيكلة الجهة 13 على مستوى كل دولة، من تنسيقيات محلية ومنظمات موازية، وذلك بضخ دماء جديدة على مستوى كل الهياكل لإعطاء انطلاقة جديدة ومستمرة تمكن من تنزيل مسار التنمية كمحطة جديدة للحزب، بعد مسار الثقة ومسار المدن ومحطة 8 شتنبر والنجاحات التاريخية التي تم تحقيقها بهذه المناسبة، “والتي مكنت حزبنا العتيد من الفوز بالمرتبة الأولى كأول قوة سياسية في المملكة وترؤس عزيز أخنوش حكومة جلالة الملك للفترة الممتدة ما بين 2021 و2026”.

و دعا المتحدث إلى ضرورة التحلي بالصبر والمثابرة والجدية والوحدة لتحقيق نجاحات متميزة في المحطة الانتخابية المقبلة، كما أشار إلى استعداد هياكل الحزب لتنظيم دورات تكوينية حول القضية الوطنية لفائدة الأعضاء بالخارج؛ وذلك لتمكينهم من تمثيل بلدهم أحسن تمثيل في اللقاءات والتظاهرات التي تنظم في بلدان إقامتهم علاقة بهذا الموضوع.

واختتم اللقاء بدعوة واضحة من المنسق الجهوي لجميع تجمعيي إيطاليا لدعم ومساندة الحكومة المغربية بقيادة عزيز أخنوش، مؤكدا لهم أن الأوراش الكبرى للمملكة بين أياد أمينة، وسيتم تنزيلها تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، وأنهم كمغاربة الخارج وفئة عزيزة من المواطنين مطالبون بتغذية وتنمية هذه المشاريع بالأفكار والخبرات المكتسبة بالمهجر، التي ستساهم لا محالة في تطوير بلدنا وجعله في مصاف الدول التي يقيمون بها.

#أنيس #بيرو #يواكب #مؤتمر #الأحرار #بإيطاليا

زر الذهاب إلى الأعلى