التحالف العسكري الأمريكي المغربي يشدد الخناق على التهديدات العابرة للحدود

تسعى أمريكا إلى تقوية التحالف العسكري مع المغرب ليشمل توقيع اتفاقيات جديدة تهم بالأساس دعم القدرات الدفاعية المشتركة، لمواجهة التهديدات العابرة للحدود والمنظمات المتطرفة العنيفة والإرهابية.

وخلال الشّهر الماضي، استضافت القيادة الأمريكية في إفريقيا تدريباتها متعددة الأطراف “الأسد الإفريقي”، التي شارك فيها 7500 من الجيوش الدّولية، حيث احتضنت المملكة كلّ المناورات العملياتية بمشاركة إسرائيلية.

وقررت الولايات المتحدة دعم المغرب بشبكات دفاع جوي متكاملة ضد هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار، وهو القرار الذي تمت الموافقة عليه مؤخرًا من قبل الكونغرس الأمريكي، في تصويته على مشروع قانون التخصيص للسنة المالية 2023.

وانتشر في صحف جزائرية أن الولايات المتحدة قرّرت نقل تدريبات “الأسد الإفريقي” من المغرب إلى بلد آخر، وهو ما فنده الكونغرس الأمريكي بتصويته على دعم القوات المسلحة الملكية.

نبيل الأندلسي، المتخصص في الشؤون الدولية، قال إن “التعاون العسكري بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية متجذر وعميق وقوي، وهو ما يبرزه بشكل جلي حجم الصفقات العسكرية بين البلدين، والمساعدات العسكرية المقدمة للمغرب”.

ومن بين هذه المساعدات “تقوية منظومة الدفاع المغربي، ما يؤكد استمرار هذا التوجه في العلاقة بين البلدين”، وفق الأندلسي.

ورغم التشويش الجزائري، يضيف المحلل ذاته، “لم يصدر أي قرار لنقل مناورات ‘الأسد الإفريقي’ التي تجرى سنويا بالمغرب إلى أي بلد آخر، وهذا ما يؤكد عمق التعاون العسكري بين البلدين”، وزاد: “ما المساعدات الأمريكية الأخيرة إلا تأكيد على استمرارية هذا التوجه الذي لم يتأثر رغم التغييرات التي طرأت على الإدارة الأمريكية”.

واعتبر المتحدث ذاته أن “النظام الجزائري منزعج من العلاقات العسكرية الأمريكية المغربية، ويحاول الضغط من خلال لوبيات على أعضاء بالكونغرس من أجل تغيير بلد احتضان مناورات ‘الأسد الإفريقي’ إلى بلد إفريقي آخر، وهذا ما يستوجب تحركا دبلوماسيا مغربيا لكشف ممارسات وتضليل الجانب الجزائري”.

كما أورد الأندلسي أن “الشراكة الأمريكية المغربية في مجال الصناعة العسكرية تعززت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وهو ما مكن المغرب من ترسيخ تفوقه العسكري بالمنطقة، خاصة بعد توقيعه على صفقات عسكرية في غاية الأهمية على مستوى تقوية القدرات الدفاعية والهجومية للجيش المغربي، ومنها صفقة ‘الأباتشي’ التي سبق وتم توقيعها سنة 2020، بموجب عقد جمع بين القوات المسلحة الملكية وشركة بوينغ الأمريكية”.

وتابع المحلل ذاته بأن “شراء 24 طائرة هليكوبتر من طراز أباتشي ذات التقنيات المتطورة بقيمة 1.5 مليار دولار يعزز التفوق المغربي في سلاح الجو، خاصة أن هذا النوع من الطائرات يتميز بخصائص عسكرية غاية في الأهمية، سواء على مستوى فعالية تحديد الأهداف أو القدرة الهجومية الفائقة، وكذلك يتميز بالقدرة على تخطي تحديات التقلبات الجوية وصعوبة التضاريس”.

#التحالف #العسكري #الأمريكي #المغربي #يشدد #الخناق #على #التهديدات #العابرة #للحدود

زر الذهاب إلى الأعلى