سنة “الدبلوماسية الهجومية” .. الملك يرعى مصالح الوطن في الصحراء المغربية

لم تهدأ الآلة الدبلوماسية المغربية ولم تكل في البحث عن اختراقات جديدة للترويج لمقترح الحكم الذاتي كحل وحيد ونهائي تقترحه الرباط لحل نزاع الصحراء، بدءا باختراقاتها الاستراتيجية وتمثيلاتها الدائمة في دوائر صنع القرار الإفريقي، ثم منتقلة إلى أوروبا ومنافذ الأمم المتحدة.

ظاهريا، يبدو المغرب في موقع “قوة” أمام بروز قوى عالمية تدعم مقترح الحكم الذاتي، مثل ألمانيا وإسبانيا وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل؛ بينما ستكون السنة المقبلة بمثابة “امتحان” جديد أمام المصالح المغربية لحسم معركة الصحراء، ميدانيا وسياسيا.

وأجمع خبراء مغاربة ودبلوماسيون سابقون تحدثوا إلى جريدة هسبريس الإلكترونية على أن أداء الدبلوماسية المغربية كان ناجحا خلال العام الحالي، حيث تم القطع مع سياسة “التردد” والكرسي الفارغ وتبني العقلانية والواقعية والسرعة في استغلال الأحداث والاندفاعية.

ولعل أهم ما ستواجه الآلة الدبلوماسية المغربية في تعاطيها مع ملف الصحراء خلال العام المقبل هو استرجاع المنطقة العازلة، بعد إقناع المنتظم الدولي بشرعية المملكة على كافة التراب الوطني، خاصة المتواجدة في شرق الجدار الأمني؛ وهي تعتبر حاليا أراض محرمة على مليشيات “البوليساريو”، بحكم السيطرة الجوية المطلقة لطائرات القوات المسلحة الملكية.

واستطاعت الدبلوماسية، خلال هذا العام، تسجيل أهداف حاسمة في مرمى المواقف الدولية باتباع سياسة خارجية رادعة هجومية تقوم على التدافع، تكلل معها الموقف الإسباني “التاريخي” بالاعتراف بمغربية الصحراء ومراجعات مواقف دول مثل ألمانيا وهولندا اللتين أصبحتا من الداعمين لمغربية الصحراء.

الطوسة: الملك يرعى المصالح الخارجية المغربية

مصطفى الطوسة، الإعلامي المغربي المقيم في باريس، قال إن “أداء الدبلوماسية المغربية في قضية الصحراء كان ناجحا وحقق اختراقات مهمة أقنع بها بعض الدول مثل ألمانيا وإسبانيا بالاعتراف بمغربية الصحراء وأقنع بعض الدول الإفريقية بفتح قنصليات في الصحراء”.

وأبرز الإعلامي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “مقترح الحكم الذاتي هو الحل الوحيد العقلاني الواقعي الذي يمكن من خلاله الخروج من هذه الأزمة”، لافتا إلى أن “العقل الدبلوماسي المغربي ساهم في تقويض الدور الجزائري الذي خسر مليارات الدولارات من أجل التسويق لحلم انفصالي في الصحراء”.

وشدد الخبير المغربي على أن “الأداء الدبلوماسي المغربي أدخل الجزائر في تناقضات، إلى درجة أنه باستثناء الجزائر ودول قليلة لا أحد أصبح يثق في هذه المغامرة، وبات العالم كله يعتبر أن الصحراء مغربية ومن حق المغرب أن يبسط سيادته عليها”.

واعتبر الطوسة أن المصالح الدبلوماسية المغربية استغلت وجندت كل الموارد لتحقيق هذه الإنجازات وأقنعت المنتظم الدولي بالانخراط في هذه الدينامية”، مبرزا أن “عنصرا مهما أثر في أداء الدبلوماسية المغربية هو الموقف الذي عبر عنه الملك محمد السادس بحزم ووضوح كامل بأن قضية السيادة الوطنية هي القضية التي يجب أن نربط بها ونقيم بها تحالفاتنا مع الدول والشركاء”.

وأضاف المتحدث ذاته أن “هذه المقاربة الملكية القوية وما تبعها من مواقف دون أن يكون هناك تراجع وملل هي التي شكلت الوجهة التي انخرطت فيها الدبلوماسية المغربية وأعطت إطارا واضحا للتحرك في علاقة المغرب بجيرانه، سواء الأفارقة أو الأوروبيين”.

وختم تصريحه بالقول إن “المقاربة الملكية الصارمة كانت وراء نجاحات الدبلوماسية المغربية”، مشددا في تصريحه على أن “قضية الصحراء والاعتراف العالمي بمغربية الصحراء أصبحت فقط قضية وقت وأن الوهم الانفصالي تبخر إلى الأبد”.

إسماعيل العلوي: تقوية الجبهة الداخلية

من جانبه، قال إسماعيل العلوي، وزير وسياسي مغربي سابق، إن تدبير ملف الصحراء كان بإرشادات ملكية سيادية أبهرت كل المتتبعين، مبرزا أن “المغرب حقق، خلال هذه السنة، مكتسبات مهمة على أصعدة مختلفة”.

وشدد الوزير المغربي السابق، في تصريح لهسبريس، على أن “المكسب الرئيس هو دعم الوحدة الترابية لوطننا؛ وهو مكسب مهم علينا أن ندعمه من خلال تقوية الجبهة الداخلية للمملكة”.

واعتبر العلوي أن “الملك محمدا السادس اتخذ قرارات مهمة من خلال الاهتمام بالمناطق المسترجعة وتنويع الشركاء والانفتاح على حلفاء جدد، لا سيما بعد الموقف الإسباني والألماني المهمين”، مشددا على أن “هذه الدينامية يجب أن تواكبها تنمية اقتصادية في كل أرجاء المملكة، لا سيما في الصحراء المغربية”.

وأورد القيادي في حزب التقدم والاشتراكية اليساري أن “المغرب سيعيد السيطرة على كل الأراضي، بما فيها المنطقة العازلة حينما تتوفر الظروف؛ لأنه تاريخيا هذه الأراضي هي مغربية تنازل عنها المغرب من أجل ضمان الاستقرار العسكري وتفادي أي احتقان مع البوليساريو”.

وزاد المسؤول السياسي ذاته: “هذه المناطق كانت تسمى المغرب الجنوبي الغربي وحدودها لا تناقش، وهي مناطق تابعة لوطننا ويجب أن يكون هناك قرار سيادي لاسترجاعها إلى حوزة الوطن”، مشددا على أنه “لا يوجد طرف، سواء داخل المغرب أو خارجه، يمكنه أن يعارض هذا التوجه”.

#سنة #الدبلوماسية #الهجومية #الملك #يرعى #مصالح #الوطن #في #الصحراء #المغربية

زر الذهاب إلى الأعلى