حركة مقاطعة إسرائيل: “فيفا” منافقة .. وفلسطين حاضرة في قلب العالم

رأت “حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)” في كأس العالم بقطر محطة أعادت فيها شعوب المنطقة “فلسطين إلى قلب العالم”، وأضافت: “نحيّي شعوبنا في المنطقة العربية التي حوّلت بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 إلى تظاهرة متواصلة، كبيرة، ممتدة من المحيط إلى الخليج على مدار شهر من الزمن، صدحت خلالها الحناجر تأييداً لفلسطين، ورفضاً للتطبيع مع العدوّ الصهيوني، فيما نافس علم فلسطين أعلام البلدان المشاركة في البطولة”.

وفي إعلان مشترك حضرت فيه هيئات حقوقية من دول من بينها المغرب وقطر والبحرين والكويت والأردن وتونس وفلسطين المحتلة، ذكرت الحركة العالمية أن استعمالها “مفهوم العروبة” يرفض إقصاء القوميات والإثنيات الأخرى بالمنطقة، و”يعتبرها جزءا لا يتجزأ من تركيبة هذه المنطقة وشعوبها”.

وسجلت حركة “بي دي إس” أن “المبادرات المنظمة وردود الفعل العفوية التي شاهدناها خلال ‘مونديال قطر’ كانت إشارة واضحة على وعي شعوب منطقتنا التام بعدوّها وبخطورة وجوده بينها”، وتابعت: “لقد صنعنا من كأس العالم مساحة لنا مارسنا خلالها قناعتنا الراسخة بمركزية القضية الفلسطينية، وشدّدنا على أهمية دورنا في دعم نضال شعبها المستمر نحو الحرية والعدالة وتقرير المصير وعودة اللاجئين، وذلك على الرغم من كل محاولات تقسيمنا وإشغالنا بصراعات ثانوية، وبث رسائل دخيلة على وعينا حول ‘هامشية فلسطين’ وقضيتها، ومحاولات التضييق علينا وحرماننا من اللقاء والتنظيم حول نضالنا المشترك من أجل تحرير فلسطين”.

وترى “حركة مقاطعة إسرائيل” أن فترة كأس العالم قد أوصلت “ثلاث رسائل مهمة”، أولاها: “لعدوّنا الإسرائيلي الذي كان واضحاً تخطيطه لاستغلال هذا المحفل الرياضيّ الدوليّ للترويج لرواية كاذبة مفادها أنه بات مقبولاً بين الشعوب العربية وبأنّ اتفاقيات الخيانة التي وقّعها مع بعض الأنظمة العربية آتت ثمارها. وقد أفشل وعي شعوبنا ونشاط مناهضي التطبيع معاً ذلك المخطط الإسرائيلي، بل وكوى وعي جمهور العدوّ بحقيقة أن شعوب منطقتنا لن تقبل يوماً بنظامه الاستعماري ولن تتنازل عن الحق الفلسطينيّ في أي شبر من أرضه”.

أما ثاني الرسائل فـ”لبعض الأنظمة العربية التي اختارت التطبيع مع العدوّ وخيانة فلسطين، أو حتى تلك التي قد تكون تفكّر في تطبيع العلاقات مع نظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد (الفصل العنصري) الإسرائيلي، مفادها أن هذه الاتفاقيات لا تمثلنا، وبأن نضالنا من أجل الحريات والكرامة والعدالة الاقتصادية والاجتماعية في بلداننا يتقاطع دائماً مع نضالنا من أجل تحرير فلسطين”.

والرسالة الثالثة، وفق المصدر نفسه، “كانت للقابضين على الجمر في فلسطين ولشعوبنا العربية، الذين شككت طبول الإعلام الرسمي (…) في جدوى نضالهم وموقع القضية التي عملوا ويعملون من أجلها على مدار عقود”، إذ إن “رسالتنا لهم تؤكد أن نضالهم كان ومازال زاد هذه الأمة الذي يدفعها للمضي في تحقيق حلمها المنشود بتحرير فلسطين، وتحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية لكافة الشعوب العربية، ومحاولات تفتيت النضال العربي ضد العدوّ الصهيوني باءت وستبوء دائماً بالفشل”.

وذكرت الحركة أن نشطاءها، ونشطاء هيئات أخرى، “استثمروا الوجود الدولي الواسع في قطر من أجل التوعية المباشرة بعدالة القضية الفلسطينية وفاشية العدوّ الإسرائيلي، وتحقق كل ذلك رغم سماح الجهات الرسمية بدخول الإسرائيليين لحضور فعاليات كأس العالم، وتسيير الرحلات الجوية المباشرة من مطار اللد “بن غوريون” الإسرائيلي إلى الدوحة لخدمة المشجعين الإسرائيليين تحديداً والسماح للوفود الإعلامية الرسمية بالتغطية من أرض قطر”، مع اعتبارها هذا الأمر “من مظاهر التطبيع والرضوخ لشروط فيفا المنافقة”.

واعتبرت حركة المقاطعة “الفيفا” هيئة “منافقة”، ثم استرسلت شارحة: “بحجة فصل الرياضة عن السياسة، صادرت الفيفا، وبعض الأجسام الرياضية الدولية الأخرى المسيطر عليها من الغرب، حق الجماهير في التعبير عن قضاياها ونضالاتها السياسية. وذهبت الأجسام ذاتها إلى حدّ إنزال أقسى العقوبات بحق الرياضيين والرياضيات الذين اتخذوا مواقف أخلاقية مشرفة دعماً لقضية فلسطين ورفضاً للتطبيع”.

وزاد الإعلان: “لقد تجاهلت هذه الهيئات الرياضية على مدار عقود كل النداءات الفلسطينية والعربية والدولية لاتخاذ الإجراءات المناسبة ضد نظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي الذي يقترف منذ عقود الجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني، ويمارس العدوان ضد شعوب المنطقة ويحتل أراضي لبنانية وسورية. لكنّ ما اتضح مؤخراً، عقب الحرب الروسية على أوكرانيا، هو أنّ بعض القضايا السياسية الملائمة لمصالح الغرب يمكن خلطها بالرياضة، حتى وصل النفاق الغربيّ إلى حد تشجيع الرياضيين والرياضيات والفرق الرياضية على مقاطعة الفرق والأفراد الروس”.

وفي ختام الإعلان الختامي سجلت “حركة مقاطعة إسرائيل” ضرورة “استمرار حملات رفع الأعلام الفلسطينية في الملاعب الرياضية والهتاف لفلسطين وقضيتها في البطولات المحلية والدولية”؛ من أجل الاستمرار في “النجاح في قطع طريق التطبيع على عدوّنا خلال فترة إقامة بطولة كأس العالم، لنستمر أفراداً ومجموعات في ملاحقته وفي إفشال جهوده أينما كنا”.

يذكر في هذا السياق أن منظمة العفو الدولية (أمنستي) عنونت تقريرا حديثا لها بـ”نظام الفصل العنصري (أبارتهايد) الإسرائيلي ضد الفلسطينيين نظامٌ قاس يقوم على الهيمنة وجريمة ضد الإنسانية”، وقالت إنه “تنبغي مساءلة السلطات الإسرائيلية على ارتكاب جريمة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين”، باسطة تفاصيل كيف “تفرض (إسرائيل) نظام اضطهاد وهيمنة على الشعب الفلسطيني أينما تملك السيطرة على حقوقه”، وهو ما يشمل الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلاً عن اللاجئين النازحين الفلسطينيين.

كما سجلت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية، في تقرير حديث، أن “السياسات الإسرائيلية المنتهِكة تشكل جريمتي الفصل العنصري والاضطهاد”، وهما “جريمتان ضد الإنسانية”، قائلة إنه من الواجب أن يدفعا إلى “تحرك لإنهاء قمع الفلسطينيين”.

يشار إلى أن “حركة مقاطعة إسرائيل” تعتمد المنهج الذي استخدم من أجل إسقاط “نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا” سابقا، حيث أدت المقاطعة الاقتصادية والثقافية والسياسية إلى إنهاء نظام ميز مؤسساتيا بين المواطنين سود البشرة وبيض البشرة، وهو ما تسجل الحركة، وهيئات حقوقية أخرى، وقوعه بإسرائيل في صورة أخرى هي التمييز والاضطهاد المؤسساتي المبني على العرق والدين.

#حركة #مقاطعة #إسرائيل #فيفا #منافقة #وفلسطين #حاضرة #في #قلب #العالم

زر الذهاب إلى الأعلى