ترسيخ مغربية الصحراء

بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، أشار جلالة الملك إلى أن القضية الوطنية الأولى تمر من مرحلة حاسمة في مسار ترسيخ مغربية الصحراء.

وإذا كانت هذه الملحمة الخالدة قد مكنت من تحرير الأرض، فإن المسيرات المتواصلة التي يقودها الملك تهدف إلى صيانة كرامة المواطن المغربي، خاصة في الصحراء المغربية. وهو ما يعني هدر هذه الكرامة وتمريغها لمدة ما يناهز نصف قرن فيما وراء الجدار العازل في مخيمات الذل والعار.

1. شرعية الإنجاز بلغة الأرقام:

يتعلق الأمر هنا بالبرنامج التنموي المندمج، بغلاف مالي يتجاوز 77 مليار درهم، ويهدف إلى إطلاق دينامية اقتصادية واجتماعية حقيقية، وخلق فرص الشغل والاستثمار، وتمكين المنطقة من البنيات التحتية والمرافق الضرورية.

وهنا يشير ما وراء الخطاب إلى أن زمن الخطب الديماغوجية والإيديولوجية قد ولى، وأن الأقوال لا بد لها من أفعال تنزلها على أرض الواقع عبر سياسات عمومية “واليوم، وبعد مرور حوالي سبع سنوات على إطلاق المشروع التنموي للأقاليم الجنوبية، يكون قد بلغ نسبة التزام في حوالي 80 في المائة من مجموع الغلاف المالي المخصص له”.

فقد تم إنجاز الطريق السريع تيزنيت – الداخلة، الذي بلغ مراحله الأخيرة، وربط المنطقة بالشبكة الكهربائية الوطنية، إضافة إلى تقوية وتوسيع شبكات الاتصال. كما تم الانتهاء من إنجاز محطات الطاقة الشمسية والريحية المبرمجة. وسيتم الشروع قريبا في أشغال بناء الميناء الكبير الداخلة – الأطلسي.

2. التنمية الاقتصادية:

إذا كان الاقتصاد يعد المحرك الرئيسي للتنمية، فقد تم إنجاز مجموعة من المشاريع في مجال تثمين وتحويل منتوجات الصيد البحري، الذي يوفر آلاف مناصب الشغل لأبناء منطقة الصحراء المغربية.

وفي المجال الفلاحي، تم توفير وتطوير أزيد من ستة آلاف هكتار بالداخلة وبوجدور، ووضعها رهن إشارة الفلاحين الشباب. وتعرف معظم المشاريع المبرمجة في قطاعات الفوسفاط والماء والتطهير نسبة إنجاز متقدمة.

3. المجال الاجتماعي والثقافي:

أما المجال الاجتماعي والثقافي فقد شهد عدة إنجازات في مجالات الصحة والتعليم والتكوين، ودعم مبادرات التشغيل الذاتي، والنهوض باللغة والثقافة الحسانية، باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية الوطنية الموحدة.

4. الصحراء المغربية بوابة المغرب على إفريقيا:

لقد شكلت الصحراء المغربية، عبر التاريخ، صلة وصل إنسانية وروحية وحضارية واقتصادية بين المغرب وعمقه الإفريقي. وفي هذا الإطار، أشار الملك إلى مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب الذي تم توقيعه في اتفاق دجنبر 2016. وتشكل مذكرات التفاهم الموقعة مؤخرا، بالرباط، مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وفي نواكشوط مع موريتانيا والسنغال، لبنة أساسية في مسار إنجاز المشروع الذي سيوفر مجموعة من الفرص والضمانات في مجال الأمن الطاقي، والتنمية الاقتصادية والصناعية والاجتماعية، بالنسبة للدول الخمس عشرة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، إضافة إلى موريتانيا والمغرب. وهذا يعد ردا هادئا وملكيا عن السياسية العدائية لبعض الجيران.

5. الدعوة للحفاظ على إرث المسيرة الخضراء:

إن الوفاء لروح المسيرة الخضراء، ولقسمها الخالد، يتطلب مواصلة تعبئة الجبهة الداخلية بالإجماع حول ثوابت الأمة المغربية ويقظة القوى الحية، من أجل الدفاع عن وحدة الوطن، وتعزيز تقدمه وارتباطه بعمقه الإفريقي.

#ترسيخ #مغربية #الصحراء

زر الذهاب إلى الأعلى