انتصارات الدبلوماسية المغربية في ملف الصحراء تثير حفيظة رئيس جنوب إفريقيا‬

جدد رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، دعمه للمحور الجزائري في نزاع الصحراء المغربية خلال لقائه بقيادات حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، حيث كرر لازمته السياسية المتعلقة بتأييد جبهة “البوليساريو” في كل تحركاتها بـ”القارة السمراء”.

في المقابل، انتقد المسؤول الجنوب إفريقي المملكة المغربية بسبب أنشطتها الدبلوماسية المكثفة في النزاع المفتعل، مخاطباً القيادات السياسية الحاضرة في الاجتماع بأن بريتوريا ستواصل مساندة الجبهة بوصفها “الحليف التقليدي” للبلد خلال العقود الماضية.

عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الإستراتيجية، قال إن “حشر رئيس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي سيريل رامافوزا قضية الصحراء في خطابه أمر غير موفق، لاسيما أن الحديث عن ‘تقرير المصير’ فيه انحراف كبير عن الإجماع الأممي”.

وأضاف الفاتحي، في حديث إلى هسبريس، أن “رئيس الحزب الحاكم يحرص على مواصلة تعزيز الروابط الطويلة والتقليدية مع مليشيات البوليساريو، ما يعد خروجا عن المبادئ الدولية الناظمة للعلاقات الدولية الشفافة”، مبرزاً أن “رامافوزا سيواصل التغميس خارج الصحن حينما يكرر الحديث عن تقرير المصير، في خطاب الغاية منه التضليل للتغطية على فضائح الفساد التي مازالت تلاحقه”.

واستطرد المتحدث ذاته بأن “الادعاء بالانتصار لمبادئ ‘التحرير’ لن تفيد رئيس الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا لتجاوز ندبة فضيحة (فارم جيت)، المتعلقة بالعثور على مبالغ هائلة من العملات الأجنبية مخبأة في مزرعته الخاصة”، خاتما: “بالدليل فإن ما أورده رامافوزا في خطابه تغريد خارج السرب، ولن يغير من المسار الطبيعي لحل نزاع الصحراء على أساس مقاربة الحكم الذاتي التي تحظى بدعم أممي ودولي متزايد”.

العباس الوردي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس في الرباط، أفاد بدوره بأن “جنوب إفريقيا لطالما هاجمت المغرب منذ سنوات، لكن هذه الخرجة الإعلامية لرئيس البلد توحي بضعف الدبلوماسية الجزائرية التي تبحث عن أي شريك كيفما كان نوعه لتسويق خرافاتها الوهمية”.

وأوضح الوردي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الدبلوماسية المغربية تسير في الطريق الصحيح لإنهاء النزاع المفتعل، ما دفع جنوب إفريقيا إلى الرد بشكل علني على هذه التحركات السياسية للمملكة، خاصة بعد إعلان طنجة الذي أعلنت فيه عدة دول إفريقية عن نيتها طرد الجبهة الانفصالية من ردهات الاتحاد الإفريقي”.

وأردف المتحدث ذاته بأن “المجتمع الدولي بكافة أطيافه يجمع على حجية ومشروعية مقترح الحكم الذاتي، ما جعل الجزائر تتخبط في دبلوماسيتها الخارجية خلال الفترة الأخيرة”، مشيراً إلى أن “المملكة نجحت في إقناع مختلف مكونات المجتمع الدولي بواقعية وبراغماتية مقترح الحكم الذاتي”.