الوزيرة الفرنسية السابقة بلقاسم تأمل عودة الدفء إلى علاقات باريس والرباط

أعربت نجاة فالو بلقاسم، الوزيرة الفرنسية السابقة لقطاع التربية والتعليم ذات الأصل المغربي، عن “أمَلها في أن تعود العلاقات بين المغرب وفرنسا بقوة إلى سابق عهدها، بما يضمن استمراريتها بالجودة والمتانة نفسها التي كانت تقليديا معروفة عنها”.

وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على هامش مشاركتها في جلسة نقاش بعنوان “دروس كوفيد 19- إنهاء هذه الجائحة والاستعداد للمُقبلة”، ضمن الدورة 14 لمنتدى “ميدايز” الدولي، لم تُخف بلقاسم قلقها من “استمرار تدهور العلاقات المغربية- الفرنسية خلال الآونة الأخيرة”، بعد تواتر مؤشرات مقلقة تدلّ على وجود “أزمة صامتة بين الحليفيْن التقليديين”.

وتابعت قائلة: “بصراحة، هناك عمل جاد ومجهودات حثيثة من طرف مختلف القوى الحية والفاعلين لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات بين الرباط وباريس، وجعل الشعبيْن والثقافتيْن يتواصَلان، مما يجعل أيضا صناع القرار يرفعون مستوى تعاونهم”.

وبنبرة إشادة وتنويه بالمكانة الجيواستراتيجية التي تحتلها المملكة المغربية في محيطيها الإقليمي والقاري، بين أوروبا وإفريقيا (الشمال والجنوب)، اعتبرت المتحدثة أنه بالنظر إلى “طموحات دبلوماسية واقتصادية وجامعية وازنة تجمع الطرفين”، مشيرة إلى أن “مصلحة فرنسا والمغرب في وجود علاقات ثنائية جد متقدمة؛ ولنْ أدّخر جهداً، بكل سعادة، لتقريب وجهات النظر بينهما”.

وفي سياق متصل، بَدَتْ بلقاسم مبتهجةً بحضورها إلى طنجة، معربة عن سعادتها “العارمة بالحضور والمشاركة في “ميدايز”، الذي يشكل على الدوام لحظة للنقاش والتبادل، ويعرف حضورا وازناً لخبراء ومتدخلين قادمين من مختلف بقاع العالم”. وأضافت في حديثها مع هسبريس “إنه لأمرٌ مذهل أن نرى كل هذا الحضور الذي نجح المنظمون في جَمْعهم بعد عامين ونيّف من تأثير الجائحة”، قبل أن تنوّه بمواضيع المنتدى، لاسيما الجلسة التي ساهمت في إغناء نقاشها.

واعتبرت الوزيرة السابقة أن “بعض الدول التي خرجت لتوّها من أزمة “كوفيد-19″ وجدت نفسها ترتطم بتداعيات الحرب في أوكرانيا وأزمة الأمن الغذائي، فضلا عن التغيرات المناخية التي يتضرر منها المغرب بقوة من خلال فترات جفاف طويلة”.

وأشادت المسؤولة السياسية الفرنسية ذات الأصول المغربية بمخرجات “جلسة النقاش سالفة الذكر، التي جمعت جهات متعددة الأطراف للتفكير في كيفية الخروج والانتقال السلس من سياق الأزمة، لاسيما أن المؤسسات الدولية لم تستطع تحمّل تداعيات الأزمات التي لا حدود لها”، داعية إلى “التفكير في حلول مبتكرة وواقعية وطموحة للأجيال الحالية واللاحقة”.

وقالت بلقاسم في مداخلة لها في جلسة النقاش: “أعتقد أن تدبير أزمة كوفيد تمت الإشادة به فيما يتعلق بالمغرب، كما أن عددا من البلدان الأوروبية كانت معجبة بتدبير المغرب لجائحة كوفيد- 19”.

“لقد أُعجِبنا بشكل جماعي، سواء باستراتيجية الاختبارات أو بسياسة الكمامات الطبية، ثم بعد ذلك بالاستراتيجية المتبعة في التلقيح، التي تبين أنها كانت مثالا جيدا في العالم”، تضيف بلقاسم، مُشيرة إلى أن “كل البلدان عرفت تقلبات وإغلاق حدود وغيرها من الإجراءات، لكن بكل نزاهة، تدبير الأزمة بالمغرب كان ينظر إليه بشكل إيجابي”. وأكدت أن “تدبير الأزمة الصحية بالمغرب أثار ردود فعل إيجابية لدى كل الأطياف السياسية”.

وخلصت المسؤولة المغربية الفرنسية إلى أن “البلدان التي نجحت في تدابير الوباء هي التي اعتبرت أنه لا يتعيّن التعامل مع المواطنين كالأطفال، بل يكفي أن تقول لهم الحقيقة”.

وبعد سنتين من التوقف جرّاء القيود الصحية، عاد منتدى “ميدايز” الدولي مرة أخرى، جامعاً شمل أكثر من 230 متدخلا من 80 دولة، بالإضافة إلى الخبراء والمراقبين والمهتمين والباحثين في مجالات الاقتصاد والسياسة والجيوبوليتيك، وقد وصل عدد المشاركين المتوقع إجمالا إلى 5000 شخص.

#الوزيرة #الفرنسية #السابقة #بلقاسم #تأمل #عودة #الدفء #إلى #علاقات #باريس #والرباط

زر الذهاب إلى الأعلى