الخطر الإيراني العابر للقارات.. مخططات عدوانية تهدد استقرار شمال إفريقيا

بات الخطر الإيراني العابر للقارات يزحف بسرعة قصوى ليتمدد إلى مختلف المناطق التي ترمي طهران إلى أن تجد موطئ قدم لها فيها، في إطار سعيها إلى خلق مناطق نفوذ ونقاط تماس جديدة مع القوى العالمية، تمكنها من مناوشتها وابتزازها، ليمتد من الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا والساحل، مستعينة في ذلك بسلاحيْن متوازيين هما دعم الحركات السياسية الانفصالية والمنظمات الإرهابية، ماديا ولوجستيا، ونشر المذهب الشيعي.

ويركز النظام الإيراني في مخططه الرامي إلى التغلغل في المناطق التي يسعى إلى تعزيز نفوذه فيها على استغلال بؤر التوتر والنزاع، وهي الخطة التي ينهجها حاليا في شمال إفريقيا والساحل الإفريقي؛ وذلك عبر دعم كائنات انفصالية ومنظمات إرهابية كوسيلة لمحاصرة القوى الإقليمية الصاعدة ولمقايضة الفاعلين الكبار على الساحة الدولية، ونشر العقيدة الشيعية على نطاق واسع، ما يعني أن الخطر الإيراني متعدد الأوجه والأهداف ويهدد بشكل متنام استقرار المنطقة وأمنها وكذا توازنها الديني، كما يقول خبراء متتبعون لهذا الملف.

فما هي أهداف نظام طهران من محاولات التوسع الحثيثة في منطقة شمال إفريقيا والساحل، بعد تقويضه للاستقرار في عدد من الدول بالشرق الأوسط كالعراق واليمن وسوريا، وتهديده لاستقرار وأمن دول أخرى في الخليج؟ وإلى أي مدى ستظل القوى الدولية تغض الطرف عن تمدد الخطر الإيراني في المنطقة؟ وما هي التبعات التي ستنجم عنه مستقبلا في حال عدم التصدي لها فورا؟

المخاوف المتنامية من توسع النفوذ الإيراني في منطقة شمال إفريقيا زكاها طلب المغرب، على لسان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في الجلسة المغلقة لاجتماعات وزراء الخارجية العرب الممهدة للقمة العربية المنعقدة في الجزائر أواخر شهر أكتوبر المنصرم، بإدراج نقطة تسليح إيران لجبهة “البوليساريو” الانفصالية بالطائرات المسيرة (الدرونز) واستهدافها للأراضي العربية سواء في الخليج أو المغرب، ضمن جدول أعمالها.

وقبل ذلك بأيام وجه عمر هلال، المندوب الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، اتهاما صريحا إلى النظام الإيراني بالتوغل في منطقة شمال إفريقيا وتسليح جبهة “البوليساريو” الانفصالية في مخيمات تندوف بالطائرات المسيرة. وقال المسؤول الدبلوماسي المغربي، في مؤتمر صحافي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم 27 أكتوبر 2022، عقب تصويت مجلس الأمن على القرار رقم 2654 المتعلق بالصحراء المغربية، والذي تم بموجبه تمديد ولاية بعثة “المينورسو” لمدة عام، وذلك إلى غاية متم أكتوبر عام 2023، إن إيران وحزب الله بصدد التوغل في تندوف في الجنوب الغربي للجزائر، حيث توجد مخيمات جبهة “البوليساريو”، وفي وشمال إفريقيا عموما، و”انتقلا الآن من تدريب عناصر ميليشيا الجبهة الانفصالية إلى تجهيزها بطائرات مسيرة”.

هلال وصف التغلغل الإيراني المتسارع في شمال إفريقيا بـ”الخطير جدا”، متمنيا “أن يدرك العالم أن إيران، بعد زعزعتها للاستقرار في اليمن وسوريا والعراق، تريد زعزعة استقرار منطقتنا”، مؤكدا “أن ذلك لن يشكل خطرا على المغرب فحسب؛ ولكن على كل دول المنطقة”. كما شدد على أن تمادي إيران في مناوراتها العدائية ضد المغرب، من خلال تدريب وتسليم ميليشيا جبهة “البوليساريو”، “سيقلب الأمور رأسا على عقب على الصعيد العسكري، وأن المغرب سيتصرف وفق ذلك”، مشيرا إلى أن “المغرب عندما يقرر الرد سيرد بطريقة ملائمة، بناء على ما تراه السلطات العسكرية في بلدنا مناسبا”.

وفيما تتمادى إيران، عمليا، في محاولاتها الحثيثة لزعزعة أمن واستقرار منطقة شمال إفريقيا وتحويلها إلى بؤرة للتوتر والنزاع، على غرار ما فعلت في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، عن طريق توكيل أطراف معادية للمغرب، تنفي طهران ذلك وتقول بأن المغرب لم يُدْل بأدلة تثبت تورطها في تسليح جبهة “البوليساريو”؛ غير أن نفيها لا يبدده الموقف المغربي فحسب، بل تبدده تقارير استخباراتية أجنبية وأطراف دولية متعددة.

فبتاريخ 19 أكتوبر 2022، وجه أنتونيو لوبيز إستوريز وايت، عضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوربي، سؤالا كتابيا تحت عدد E-003422/2022 إلى نائب رئيس المفوضية الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، استهله بالإشارة إلى تصريح عضو بجبهة “البوليساريو” بأن إيران ستزود الجبهة بطائرات بدون طيار من طراز “كاميكازي” لاستخدامها ضد المغرب.

وكان عمر منصور، القيادي في جبهة “البوليساريو”، قد وجه تهديدا مباشرا إلى المغرب خلال زيارة قام بها إلى موريتانيا مطلع شهر أكتوبر الماضي، إذ توعد بأن الجبهة ستستخدم طائرات مسيرة ضد المغرب.

وحذر أنتونيو لوبيز إستوريز وايت من استخدام المعدات العسكرية الإيرانية في الصحراء المغربية، مشددا على أن ذلك “يمثل خطرا شديدا على الأمن والاستقرار الهشين في المنطقة ومنطقة الساحل”. كما شدد على أن توغل إيران في المنطقة “يشكل خطرا واضحا على اتفاق الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار (بين المغرب وجبهة “البوليساريو”) عام 1991 ويهدد عملية السلام وعمل بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية والجهود الدبلوماسية للمبعوث الشخصي للأمم المتحدة لإحضار الأطراف إلى مفاوضات جديدة”.

خطرٌ متعدد الأبعاد

لا يشكل التوغل الإيراني في تندوف خطرا على منطقة شمال إفريقيا والساحل فحسب؛ بل إن دائرة خطره تمتد إلى القارة الأوروبية، وهو ما حذر منه أنتونيو لوبيز إستوريز وايت بقوله إن تسلل إيران في المنطقة سيؤثر سلبا على الأمن الأوروبي، متسائلا عن الإجراءات التي سيتخذها الاتحاد الأوروبي لمنع استخدام الطائرات المسيرة التي تزود بها طهران جبهة “البوليساريو”، ومنع التصعيد في المنطقة، والحد من تسلل إيران إلى منطقة الصحراء والساحل.

المخاوف السائدة لدى الطرف الأوروبي من التوغل الإيراني في شمال إفريقيا تنبع من كون طهران وضعت مخططا شاملا لا يستهدف فقط تعزيز نفوذها في هذه المنطقة؛ بل يهدف أيضا إلى السيطرة كذلك على الممرات البحرية الإقليمية، ومنها معبر جبل طارق الفاصل بين المغرب وإسبانيا، حسب تحليل الشرقاوي الروداني، الخبير في الدراسات الجيوستراتيجية والأمنية، الذي أوضح أن إيران تريد السيطرة على الممرات البحرية الإقليمية من هرمز إلى جبل طارق، على اعتبار أن هذا المعبر البحري يشكل منفذا استراتيجيا لها نحو أوروبا.

وشرح الروداني، في حديث لهسبريس، أن إيران لها مشروع جيوسياسي خاص بإفريقيا وُضعت ركائزه وسُطرت أهدافه منذ عهد الرئيس الأسبق أحمدي نجاد، وتعمل على تنفيذه وحدات تابعة للحرس الثوري الإيراني والفصيل التابع لها المعروف باسم “حزب الله”، عبر الوحدة رقم 191.

ولافت الخبير ذاته إلى أن تقارير استخباراتية أمريكية، منها تقرير تتبع انتشار الأسلحة، أكدت تورط إيران في تأجيج الوضع في عدد من بؤر التوتر في القارة الإفريقية؛ على غرار إقليم “كازامانس” المطالب بالانفصال عن دولة السنغال، إلى جانب مناطق أخرى من شمال مالي وحتى منطقة تغراي شمال إثيوبيا.

وتهدف إيران، من خلال استراتيجيتها لنشر الفوضى في منطقة شمال إفريقيا عبر دعمها لجبهة “البوليساريو” وفي الساحل عبر دعم حركات انفصالية وإرهابية، إلى خلق نقاط تماس مع الدول الغربية، وخاصة الأوروبية التي تعارض بشدة أجندات طهران وتُواجهها بشدة في الأمم المتحدة، حسب الشرقاوي الروداني، مبرزا أن النظام الإيراني يسعى إلى تحقيق التموقع الاستراتيجي في المنطقة عن طريق دعم الكيانات الانفصالية عسكريا ولوجستيا.

سلاح الانفصال والتشيع والإرهاب

لا تنحصر الوسائل التي تستعملها إيران في زعزعة الاستقرار في شمال وغرب إفريقيا والساحل على دعم الحركات الانفصالية بالسلاح والعتاد اللوجستي والتدريب؛ بل تستخدم أيضا سلاحا لا يقل فتكا. ويتمثل في دعم المنظمات الإرهابية مثل “بوكو حرام” التي تنشط في شمال دولة نيجيريا، واستهداف المناطق المسلمة السنية بنشر العقيدة الشيعية، لا سيما أن عدد المسلمين في غرب إفريقيا يبلغ 280 مليون نسمة.

وينتشر المد الشيعي في غرب إفريقيا بشكل سريع وعلى نحو واسع، ويرجع سبب ذلك إلى أن الشخصية الإفريقية “مَرنة وسهلة الاستجابة، لكونها نشأت في قارة استوعبت كثيرا من المعتقدات الوافدة، وقد فطن الشيعة الرافضة إلى هذه السمة في الشخصية الإفريقية، فانبروا للترويج لمذهبهم”، كما وضح محمدو سيراجو عيسى، سفير اللجنة الدولية لحقوق الإنسان بالنيجر، في ندوة دولية حول “علاقة المغرب بجيرانه في ظل أخطار التوسع الإيراني في شمال وغرب إفريقيا”، نظمها حزب جبهة القوى الديمقراطية بالرباط يوم 25 ماي 2022.

وحذر محمدو سيراجو عيسى من خطر المد الشيعي في القارة الإفريقية قائلا: “رغم أن المسلم في غرب إفريقيا سُني العقيدة مَلكي المذهب منذ قرون، فإن التشيع أصبح يتوغل في إفريقيا عامة وفي غربها خاصة، لا سيما في غانا ونيجيريا والسنغال وساحل العاج، وأصبح ظاهرة منتشرة لا تخفى على العين تستدعي القلق وتستوجب التصدي لها”.

وأبرز سفير اللجنة الدولية لحقوق الإنسان بالنيجر أن إيران تستعين بدعم المنظمات الإرهابية مثل جماعة “بوكو حرام” لإبعاد الجمعيات الخيرية الإسلامية الممولة من طرف الدول العربية السنية ودفعها إلى تعليق عملها في المنطقة، مخافة ملاحقتها بتهمة تمويل الأعمال الارهابية التي تنفذها “بوكو حرام”؛ وهو أكبر تجمع شيعي في غرب إفريقيا بقيادة إبراهيم الزكزاكي، وبالتالي ترْك الساحة فارغة أمام إيران لنشر التشيع في غرب القارة السمراء.

وشرح عبد الفتاح البلعمشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن السياسة التي تنهجها إيران للتغلغل في المناطق التي تسعى إلى أن يكون لها موطئ قدم فيها، تعتمد على تحين أي فرصة للاختراق متى وجدت الظرفية مواتية، وتنفذ أجندتها في المجال السياسي والديني بشكل غير مباشر من خلال الاعتماد على مجموعات محلية في المناطق المستهدفة، لا سيما بؤر التوترات والنزاعات؛ وبالتالي تضمن حضورها من خلال فاعلين داخليين يتحركون وفق التوجهات التي يتم التخطيط لها في طهران، لا سيما الجماعات المسلحة ذات النزوع الانفصالي أو الإرهابي، كنوع من المناورة لإخلاء مسؤوليتها المباشرة أمام المنتظم الدولي.

وأوضح البلعمشي، في حديث لهسبريس، أن النظام الإيراني يستخدم مختلف الأوراق المتاحة لخلق نقط نفوذ جديدة في المناطق التي يستهدفها، سواء في الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا وغربها والساحل الإفريقي، لافتا إلى أن الدول العربية تدرك خطر الزحف الإيراني، وهو ما نبهت إليه القمة العربية الأخيرة المنعقدة في الجزائر.

وحضر ملف التغلغل الإيراني الحثيث في عدد من المناطق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بقوة، في اجتماع وزراء الخارجية العرب التمهيدي للقمة العربية الأخيرة، إذ بحثوا ملف احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية.

أطماع بلا حدود

تكشف دراسة حول “المشروع الجيوسياسي الإيراني.. الأدوات والمآلات”، أنجزها الدكتور الشرقاوي الروداني، وحلل فيها السياسة الخارجية الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط عامة ودول الخليج العربي خاصة، إلى جانب الأبعاد الجيوسياسية لمشروعها القومي وامتداداته على المستوى الدولي، أن الأطماع الإيرانية وطموحاتها الجيوسياسية لا حدود لها، بعد أن تجاوزت حدود منطقة الشرق الأوسط لتمتد إلى منطقة شمال إفريقيا ودول الساحل الإفريقي وجنوب الصحراء، وساعدها في ذلك الثورات التي تعرفها المنطقة وتداخل الوحدات الدولية واستراتيجياتها في التعامل مع سقف المخاطر الذي يتزايد يوما بعد يوم.

ويرجع اهتمام إيران بالمنطقة وكذلك مقاربتها في التأثير في مناطق أخرى على المستوى الدولي، حسب الدراسة التي نشرها المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، بالأساس، إلى تخطيط استراتيجي الهدف منه لعب أوراق داخل معادلات أمنية وسياسية إقليمية ودولية؛ وهو المعطى الذي تؤكده رؤية واستراتيجية إيران بحلول عام 2025 التي سطرت أن تكون بلدا متقدما، وحائزا الموقع الاقتصادي والعلمي والتقني الأول في منطقة جنوب غرب آسيا والتي تشمل جوار إيران وآسيا الوسطى والقوقاز والشرق الأوسط، وأن تكون كذلك بلدا صاحب دور مؤثر في العلاقات الدولية.

غير أن الأهداف التوسعية لإيران ما فتئت تتمدد إلى مناطق جغرافية بعيدة خارج المناطق المستهدفة تاريخيا منذ قيام الثورة الخمينية، وفق خط سياسي بُني على مشروع عابر للقومية يتخطى الدول ويستهدف بسط ولاية الفقيه على التكوينات الشيعية في العالَم، كما أوضحت الدراسة، مشيرة إلى أن النفوذ الإيراني في القارة الإفريقية تزايد بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث عملت طهران على التغلغل تدريجيا إلى العمق الإفريقي عبر استغلال الأقليات الشيعية، والتي تبلغ ما بين 5 إلى 10 في المائة من مجموع السكان المسلمين.

وحسب المصدر نفسه فإن إيران استعملت الحوزات العلمية كما انتهجت عملية التبشير عبر البعثات العلمية، والمؤسسات التعليمية الخاصة، والمراكز الثقافية، وجمعيات الهلال الأحمر؛ ما مكن طهران من رفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في القارة الإفريقية بصورة ملحوظة في أكثر من 30 بلدا إفريقيا خلال السنوات العشر الأخيرة. كما أن استراتيجيتها في هذا التوجه تهدف أيضا إلى محاولة كبح تأثير دول الخليج في القارة الإفريقية وفرض ساحة جديدة في المنافسة.

علاوة على ذلك، تراهن إيران في معركتها لبسط نفوذها على المناطق التي تستهدفها على سلاح الإعلام، إذ تستهدف، أساسا، شيطنة الدول غير الصديقة، كما هو الحال بالنسبة للمملكة العربية السعودية، التي تُعد من وجهة نظر العلاقات الدولية مصدرا من مصادر قوى التوازن في المنطقة بين المعسكر السني والمعسكر الشيعي، وفق تحليل الباحث بوشوار ياسين، باحث في سوسيولوجيا التواصل السياسي بمختبر التاريخ والمجال والمجتمع والثقافة بالمعهد الجامعي للبحث العلمي، التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط.

وشرح بوشوار، في دراسة حول “الخطاب الإعلامي الإيراني وصناعة التأثير والنفوذ في العالم العربي، نشرتها “مجلة الدراسات الإيرانية” شهر أكتوبر 2022، أن القنوات الإخبارية الإيرانية تسللت منذ سنوات عديدة إلى سوق الإعلام العربي، مشيرا إلى أن طهران تسعى من وراء استغلال الدعاية الإعلامية لمشروعها إلى أن تجعل من معركتها “معركة استراتيجية على قلوب وعقول العالم العربي؛ وذلك من خلال محاولتها تشويه منافسيها الرئيسيين في المنطقة وسمعة مؤسساتها الإعلامية، بزعْم أن وسائل الإعلام المنافسة قريبة من البيت الأبيض، بُغية تقويض مصداقيتها لدى الرأي العام في المنطقة.

ونبهت الدراسة إلى أن الإعلام الإيراني يكاد يكون موجودا في كل مكان في المنطقة العربية ويستهدف جميع الفئات الاجتماعية والعمرية، بمن فيهم الأطفال، من خلال بث أفلام رسوم متحركة مثل “ها أنا ذئب وأفترس القطيع”، مبرزة أن الاهتمام الذي توليه الدعاية الإعلامية الإيرانية لإنتاج أفلام الرسوم المتحركة سيُنعش الشبكة الإعلامية الإيرانية أو الشيعية الموجهة إلى الأطفال التي تعرف انتشارا واسعا في القمر الصناعي “نايل سات”، و”عرب سات”، والتي تحظى بمتابعة نوعية في المنطقة، كقناتي “الهدهد” و”طه”، وأن الدعاية الإيرانية “لا تتعامل مع صناعة أفلام الرسوم المتحركة على أنها ترف وترفيه، وإنما هي في صميم عملها الدعائي”.

الراعي الرسمي للانفصال والإرهاب

لم يتوانَ ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عن وصف إيران بـ”الراعي الرسمي للانفصال والإرهاب في المنطقة العربية”، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره أحمد عوض بن مبارك، وزير الخارجية وشؤون المغتربين باليمن، عقب زيارة هذا الأخير إلى المغرب يوم 3 أكتوبر الماضي، متهما إياها بالسعي إلى زعزعة استقرار وأمن المغرب.

وقال بوريطة إن إيران متورطة في التدخل في مجموعة من الدول العربية مباشرة أو عن طريق جماعات إرهابية أو جماعات مسلحة، “وهذا يجرنا إلى ضرورة تحميل المجتمع الدولي لمسؤوليته في ما يحدث”، محذرا من الخطر الذي يشكله تسليح إيران للكيانات غير الحكومية بالأسلحة والتقنيات المتطورة على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، على اعتبار أن ضبط الأسلحة الموجهة إلى هذه الكيانات غير ممكن، لكونها ليست طرفا في اتفاقيات نزع السلاح أو طرفا في الاتفاقيات الحكومية الدولية.

المخاوف الواردة على لسان وزير الشؤون الخارجية المغربي زكاها ألكسوس غرينكويتش، القائد الأعلى للقوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط، بتحذيره من تمدد النفوذ الإيراني في شمال إفريقيا بعد منطقة الشرق الأوسط، داعيا بلدان المنطقة إلى تقوية الشراكة الاستراتيجية لمحاربة الحضور الإيراني بها.

وقال المسؤول العسكري الأمريكي، في تصريحات لوسائل الإعلام يوم الأحد 28 غشت الماضي، إن “المحور الإيراني يشكل خطرا على المنطقة، ومن الواجب تقويض نفوذه للحفاظ على التوازن القائم، لا سيما في ظل المنافسة الروسية والصينية المتزايدة في شمال إفريقيا”، مؤكدا أن طهران “تدعم جماعات مسلحة لزعزعة استقرار المنطقة، عن طريق تزويدها بالطائرات المسيرة التي تساعدها على مهاجمة حلفاء أمريكا، بما يشمل السعودية التي تهددها تلك الجماعات، وضمنها تلك الكائنة باليمن”.

وبينما لا يزال المجتمع الدولي غير حازم مع الخطر الإيراني على النحو المطلوب، اعتبر الشرقاوي الروداني أن طهران ستعمل، بالتعاون مع حلفائها، على استغلال الوضع الجيوطاقي الحالي لابتزاز القوى الغربية، لا سيما الدول الأوروبية التي توجد في حاجة ماسة إلى الطاقة جراء توقف الإمدادات الروسية، من أجل وضعها أمام الأمر الواقع، محذرا من أن الاستمرار في التساهل مع المخططات الإيرانية سيجعل خطرها يتمدد على نطاق أوسع لا سيما مع وجود فراغات سياسية يصبو نظام طهران إلى وضع يده عليها.

#الخطر #الإيراني #العابر #للقارات. #مخططات #عدوانية #تهدد #استقرار #شمال #إفريقيا

زر الذهاب إلى الأعلى