حول آفاق التعاون في عالم اليوم المتغير، انطلقت، اليوم الخميس بمدينة مراكش، فعاليات النسخة الحادية عشرة من الحوارات الأطلسية التي ينظمها مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، بهدف استكشاف فرص التعاون الأطلسي الموسع وتدارس الإشكاليات الشمالية التي ترخي بظلالها على دول الجنوب.
خالد الشكراوي، باحث بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، أفاد بأن “الجنوب عن طريق المركز يطرح أسئلته الخاصة فيما يخص الأفق، ويحاول حل مشاكله بدون جلب نماذج مرتبطة بتجارب أخرى”، مؤكدا أن “الجنوب يعيش ظرفا شائكا بسبب التحولات العسكرية والسياسية في أوروبا الشرقية”.
وأوضح الشكراوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “عدم الاستقرار ببعض دول القارة السمراء والشرق الأوسط أثر سلبا على البنيات الاقتصادية بالجنوب، بالنظر إلى قلة المواد الاستراتيجية وغلاء الأسعار”، مشددا على أهمية “التعامل مع الجنوب في إطار عولمي متحرر من كافة الضغوطات”.
فيما سلط أليساندرو مينوتو ريزو، رئيس مؤسسة كلية الدفاع التابعة لحلف شمال الأطلسي، الضوء على التحديات التي تواجه “حلف الناتو”، موردا أن “الأطماع الروسية باتت تهدد المنتظم الدولي؛ ما يتطلب ضرورة تعزيز التعاون بين الشمال والجنوب لمجابهة تلك الأطماع التوسعية”.
واعتبر الباحث الإيطالي أن “حلف الناتو يناقش هذه التحديات بشكل متواصل، حيث يعتمد على التوافق الجماعي من أجل اتخاذ القرارات الدولية؛ لأن الحلف يتم تمويله بشكل جماعي من طرف كل الدول الأعضاء، وهو ما يتطلب تقاسم المسؤوليات الأمنية”.
من جانبه، قال إيان ليسر، نائب رئيس صندوق مارشال الألماني، إن “النزاعات تنامت بشكل مطرد في عالم اليوم؛ ما تسبب في تغير السياسات الدولية بصفة جذرية”، مضيفا أن “نزاعات الضفة الشمالية تنعكس على الضفة الجنوبية، ما جعل بلدان الجنوب تتضامن مع بلدان الشمال في كل الأزمات”.
وسجل ليسر، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، أن “بعض بلدان الجنوب اتخذت سياسة عدم الانحياز في الأزمات الدولية، لا سيما تلك المندلعة بأوكرانيا، بسبب مواقفها البراغماتية والعملية من النزاع؛ لكنها أعربت عن قلقها من تنامي التوتر في المناطق الاستراتيجية”.
فاطمة الزهراء منغوب، باحثة في الاقتصاد، أشارت إلى أن “أزمة شح المياه أصبحت تهدد دول المنطقة الشمالية والجنوبية في ظل تغير المناخ”، مبرزة أن “الولوج إلى هذه الموارد ليس سهلا بالنسبة إلى بعض الفواعل الدولية، ما يستدعي إلزامية التنسيق الدولي”.
في هذا الصدد، أكد حمزة رخاء شهام، مؤسس لشركة “سويت” مشارك في المؤتمر، أن “الأزمة المائية تستأثر أيضا باهتمام بعيدا؛ بل وتندرج كذلك ضمن الأزمات السياسية الدولية في ظل تنامي التغيرات المناخية”، داعيا إلى “استعمال التكنولوجيات الحديثة لمواجهة تداعيات أزمة المناخ”.
وأردف بأن “المغرب بلد يحتذى به في ترشيد استهلاك المياه في مجال الزراعة، حيث حقق نتائج مبهرة على مستوى رفع المردودية وخفض تكلفة الإنتاج وتحسين جودة المحاصيل”، خالصا إلى أن “رواندا حققت بدورها نتائج فريدة من نوعها من حيث استعمال الرقمنة في الأراضي الزراعية القاحلة”.
#الحوارات #الأطلسية #تسلط #الضوء #من #مراكش #على #تحولات #وتحديات #دول #الجنوب