الارتباط العسكري بروسيا يقرب النظام الجزائري من المساءلة أمام القانون الدولي‬

حطّت قوات روسية ضخمة على الحدود الشرقية للمملكة، للمشاركة في تدريبات “درع الصحراء” التي تحتضنها الجزائر في الفترة من 16 نونبر الجاري إلى غاية الـ28 منه، وبالضبط في منطقة “حماغير بشار”، على بعد حوالي 50 كيلومترا من الحدود مع المغرب.

وتعكس هذه المناورات المشتركة تحول الجزائر من حليف كلاسيكي لموسكو إلى حاضنة للقوة العسكرية الروسية في شمال إفريقيا، وبوابة للتنفيس عن الضغوطات الغربية المفروضة على النظام الروسي.

ورغم أن وزارة الخارجية الروسية سبق أن أكدت، شتنبر الماضي، أن هذه المناورات العسكرية التي سيشارك فيها جنود بلادها بالجزائر “كان مخططا لها من قبل وليست موجهة ضد أي طرف ثالث”، إلا أن دول الغرب، وخاصة المشكلة لحلف “الناتو”، يعتريها التخوف من نية روسيا من ورائها، لاسيما بعد عزوها أوكرانيا.

ويقول نبيل الأندلوسي، رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، لجريدة هسبريس، إن “المناورات العسكرية المشتركة الروسية الجزائرية تأتي في إطار التقارب والتعاون العسكري بين الجزائر وروسيا، وفي سياق إقليمي ودولي خاص”.

ويبرز الأندلوسي أن “هذا السياق يتسم من جهة بتوتر وقطع العلاقات الدبلوماسية ما بين الجزائر والمغرب، الذي تتم هذه المناورات على بعد كيلومترات من حدوده الشرقية، وفي ظل الحرب الروسية الأوكرانية وتوتر علاقة روسيا بالغرب، من جهة أخرى”، مضيفا أن “هذا السياق هو ما يعطي لهذه المناورات دلالات سياسية، خاصة أن المغرب بدوره استضاف قبل أربعة أشهر مناورات ‘الأسد الإفريقي’ في إطار التعاون العسكري المغربي الأمريكي”.

ورغم أن جميع دول العالم تلجأ إلى مثل هذه المناورات، في إطار اتفاقيات تعاون عسكري لتعزيز القدرات وتبادل الخبرات، يشير الأندلسي، فإن “السياق الدولي الخاص يجعلها تحمل دلالات سياسية ستنعكس سلبا على النظام الجزائري، وستعزز من عزلته في علاقته بالمنتظم الدولي الرافض في عمومه للحرب الروسية على أوكرانيا”.

كما يبرز المتحدث ذاته أن الجزائر عززت علاقاتها الدبلوماسية والعسكرية في الآونة الأخيرة مع كل من روسيا وإيران، “وهو ما يجعلها تميل إلى هذا المحور النقيض لتوجهات ومصالح الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية”، وتابع: “الجزائر تحاول جاهدة تعزيز وجودها العسكري بالقرب من الحدود المغربية، في ظل توتر العلاقات بين البلدين، خاصة بعد إنشاء المغرب منطقة عسكرية جديدة شرق المملكة، مع تعزيزها بآليات وتجهيزات عسكرية لحماية الأمن القومي للمملكة، وتحسبا لأسوأ السيناريوهات الممكنة”.

واستطرد المحلل ذاته بأن “هذه المناورات العسكرية بالنسبة للجانب الروسي مناسبة لتوجيه رسالة إلى الغرب يثبت فيها من خلالها القدرة الروسية على اقتحام المجالات التقليدية التي كانت تحت تأثير الدول الغربية، خاصة على مستوى دول شمال إفريقيا ذات الموقع الجيو-استراتيجي بالغ الحساسية والأهمية”.

كما تجعل هذه المناورات الجزائر أقرب إلى محور روسيا، “وهذا ما سيعزز من عزلة النظام الجزائري في علاقته بالمنتظم الدولي، على اعتبار أنه مكن روسيا من القيام بمناورات عسكرية على مشارف أوروبا، في ظرفية بالغة الحساسية بالنسبة للدول الغربية التي تتواجد، في حقيقة الأمر، في حالة حرب مع روسيا على الأراضي الأوكرانية”، وفق المصدر ذاته.

#الارتباط #العسكري #بروسيا #يقرب #النظام #الجزائري #من #المساءلة #أمام #القانون #الدولي

زر الذهاب إلى الأعلى