الإرادة

الإرادة

هشام عمريالإثنين 14 نونبر 2022 – 23:40

في أسطورة سيزيف، حكمت الآلهة على هذا الإنسان بأن يحمل صخرة صاعدا بها الجبل، فإذا بلغ قمته رآها تسقط، وهكذا يتكرر الموقف بلا نهاية. يرى ألبير كامو أن سيزيف كان سعيدا عندما يعود إلى السفح لكي يحمل الصخرة مرة أخرى، لأنه سما فوق قدره. ليس بالاستسلام البليد، بل بالاختيار المتعمد. وبهذا يظهر أنه أفضل من هذه الصخرة الجامدة. إنسان بإرادة لا متناهية.

“إن ما يحتاج إليه الإنسان لا يعدو أن يكون شيئا واحدا: إرادة مستقلة، مهما كلف ذلك من ثمن، ومهما نجمت من عواقب ونتائج. طيب، ولا يعلم غير الشيطان بأن الإرادة، هي…”. (دوستويفسكي)

إرادة القوة، “دافع سيكولوجي أساسي، إنها الدافع نحو شيء ما أو بعيدا عنه، ومن خلالها يمكننا تفسير المظاهر المختلفة للسلوك الإنساني، كما نشبه علاقة إرادة القوة -كدافع أساسي- بالدوافع الأخرى علاقة الجوهر بالعرض. إرادة القوة هي الدافع الأساسي وراء تطور الحضارة الإغريقية لأن اليونان فضلوا القوة على النافع والخير، كما فضلوا الصراع على سواه من المفاهيم، وما الصراع إلا ظهور القوة وتجلياتها، وعلى ذلك يمكننا استبدال ذلك العصاب الذي يبحث عن الشفقة، ويرغب في المال (الإنسان الحديث) بإرادة القوة كدافع أساسي لكل الأنشطة الإنسانية” (محاولة جديدة لقراءة فريديريتش نيتشه، 1999).

“لقد أودعتني الحياة سرها قائلة: لقد تحتم علي أن أتفوق أبدا على ذاتي…” هكذا تكلم زرادشت عن إرادة الانتصار على الذات والعلاء بها.

“يجب أن يكبر حجم الفشل والنكبات التي تثيرها قوة ما ليناسبا المقاومة التي تبحث عنها لتتغلب عليها: وبما أنه لا يمكن لأي قوة أن تظهر إلا بتغلبها على الذي يقاومها فإننا نجد حتما في كل عملية عنصرا من عناصر الكدر. غير أن هذا الكدر يقوم بدور المحفز للحياة ويقوي إرادة القوة”. (إرادة القوة، نيتشه)

صعود، صعود دون توقف، دون الالتفاف إلى الوراء. دائما نحو الأعالي. من يخشى صعود الجبال يبقى أبد الدهر بين الحفر. “كيف أرتقي الجبال أفضل؟ اصعد دوما، دون أن تشغل ذاتك، بذلك” (ديوان نيتشه).

عزيمة وإصرار، “على قدر أهلِ العزم تأتي العزائم. وتأتي على قدرِ الكرامِ المكارِم” (المتنبي).

“ضعفُ العزيمة لَحْدٌ في سكينَتهِ. تقْضِي الحياة بَنَاهُ اليأسُ والوجَلُ.

وفِي العَزِيمَة قُوَّاتٌ مُسَخَّرَة. يخِرّ دونَ مَداها اليأسُ والوجَلُ.” (أبو قاسم الشابي).

#الإرادة

زر الذهاب إلى الأعلى