أمريكا تطلق مبادرات مع إفريقيا لمواجهة التوسع الصيني والروسي بالقارة

انتهت أعمال القمة الأمريكية الإفريقية في واشنطن أمس الخميس بمشاركة عدد من القادة الأفارقة، وسط رهان من الإدارة الأميركية على مواجهة التوسع الصيني والروسي في القارة السمراء، وتدارك مساحات الفراغ التي تركها الرئيس السابق دونالد ترامب.

تخوف أميركا من تعزيز علاقات الصين مع إفريقيا مدعوم بالأرقام، إذ تشير معطيات صندوق النقد الدولي إلى أن تجارة إفريقيا مع الصين ناهزت حوالي 158 مليار دولار العام الماضي، في حين لم تتجاوز 50 مليار دولار بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية.

ومنذ أكثر من عقد، ظلت الصين أكبر شريك تجاري لإفريقيا، مع عدد كبير من الاستثمارات الصينية في القارة، خصوصاً في البنيات التحتية والبحث العلمي والنقل وخدمات التكنولوجيا. كما تعمل الشركات الصينية على انتشارها في مختلف أسواق القارة.

وتشير أرقام وزارة الخارجية الأميركية إلى أن عام 2021 سجل إبرام أكثر من 800 صفقة تجارية واستثمارية ثنائية الاتجاه عبر 47 دولة إفريقية، بقيمة إجمالية تقدر بأكثر من 18 مليار دولار، فيما أغلق القطاع الخاص الأمريكي صفقات استثمارية في إفريقيا بقيمة 8.6 مليارات دولار.

وخلال القمة المنعقدة الأسبوع الجاري في واشنطن، أعلن الرئيس بايدن عن أكثر من 15 مليار دولار ضمن الالتزامات التجارية والاستثمارية والصفقات والشراكات، في مجالات الطاقة المستدامة والأنظمة الصحية والأعمال الزراعية والاتصال الرقمي والبنية التحتية والتمويل.

وتم في القمة أيضاً توقيع عدد من الاتفاقيات التي تسعى من خلالها واشنطن إلى منافسة التنين الصيني، إذ وقع الممثل التجاري للولايات المتحدة مذكرة تفاهم مع أمانة منطقة التجارة الحرة في القارة الإفريقية (AfCFTA) لدعم المؤسسات من أجل تسريع النمو الاقتصادي المستدام في جميع أنحاء القارة. وبمجرد التنفيذ الكامل للاتفاقية، ستنشئ واشنطن سوقا مشتركة على مستوى القارة تضم 1.3 مليارات شخص، وإجمالي تبادل بقيمة 3.4 تريليونات دولار أمريكي، ما يجعلها خامس أكبر اقتصاد في العالم.

كما وقعت مؤسسة تحدي الألفية (MCC) مع حكومتي بنين والنيجر أول اتفاقيات إقليمية يبلغ مجموعها 504 ملايين دولار، لتنضاف إلى 14 دولة إفريقية تعمل فيها بأكثر من 3 مليارات دولار وحوالي 2.5 مليارات دولار في طور الإعداد.

وضمن المبادرات الجديدة، أعلن بايدن عن مبادرة التحول الرقمي مع إفريقيا لتوسيع الوصول الرقمي ومحو الأمية الرقمية عبر القارة بأكثر من 350 مليون دولار، مع تعبئة أكثر من 450 مليون دولار، إضافة إلى استثمارات بقيمة 369 مليون دولار، في مجال الأمن الغذائي والبنية التحتية والطاقة المتجددة والمشاريع الصحية.

مجلس الأمن ومجموعة الـ 20

أميركا تريد أن تذهب بعيداً في الدفاع عن القارة الإفريقية، إذ يدعم بايدن تخصيص مقعد لها بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كما يدفع بفكرة إدماج القارة في مجموعة العشرين التي تضم حالياً أقوى 19 اقتصادا في العالم إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

يقول جود ديفرمونت، مستشار الرئيس الأميركي لشؤون إفريقيا، إن “الوقت حان لكي ليكون لإفريقيا مقاعد دائم في المنظمات والمبادرات الدولية، لتقدم رؤيتها حول الاقتصاد العالمي والديمقراطية والحكامة والتغير المناخي والصحة والأمن”.

ويسعى بايدن، الذي اعتمد الصيف الماضي إستراتيجية جديدة تجاه إفريقيا، إلى إعادة صياغة سياسة بلاده في القارة من أجل مواجهة التواجد الصيني والروسي، وقد قاد وزير خارجيته بلنكن هذا العام زيارة إلى القارة دعا من خلالها إلى شراكة حقيقية.

وتأخذ أميركا على محمل الجد كون الصين أول دائن عالمي للدول الفقيرة والسائرة في النمو، حيث تستثمر بشكل قوي في القارة الإفريقية الغنية بالموارد الطبيعية، والأمر نفسه بالنسبة لروسيا التي رفعت من تواجدها بتعزيز العلاقات مع مختلف الدول، وخصوصاً تلك التي لم تصوت لصالح قرار الأمم المتحدة لإدانة غزو موسكو لأوكرانيا.

#أمريكا #تطلق #مبادرات #مع #إفريقيا #لمواجهة #التوسع #الصيني #والروسي #بالقارة

زر الذهاب إلى الأعلى